أنت هنا

قراءة كتاب المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام

المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام

المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام - الأسباب الخفية لاغتيال عمر وعثمان وعلي والحسين ونشأة السبئية والخوارج       
تأليف: علاء الدين المدرس
الناشر: دار الرقيم - العراق (2005)

تقييمك:
3
Average: 3 (2 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 4
نبــذة تاريخيــة
 
العالم القـديم وصراع القطبين
 
لقد شهد العالم القديم في حياة النبي  (570-632 م) آخر وأعنف حربين دارت رحاهما بين الروم البيزنطينيين والفرس الساسانيين وذلك في السنوات 572-591 و 601-628 م.
 
ففي سنة 572 م نشبت حرب بين الفرس بقيادة كسرى الأول (انو شروان) والروم بقيادة الملك جستنيان، وهي الحرب التي استمرت حتى سنة 592 م، وانتهت بخلع ابن كسرى وخليفته هرمز الرابع واغتياله، وقد أتاحت النقمة الشعبية للحرب، الفرصة أمام النبلاء الفرس للعودة إلى النفوذ، واغتصب العرش نبيل ثائر، ولـكن موريس إمبراطور الروم أعاد كسرى الثاني، وهو ابن هرمز الرابع إلى عرش آبائه. وقد كافأه كسرى على ذلك بأن عقد صلحاً مع موريس (591 م) وتنازل له عن النصف الغربي من أرمينية الفارسية، وعندها تمكن موريس من نقل جيش الإمبراطورية إلى أوربا، وشن حرباً هجومية على السلاف والافار، وقد نجحت حملته الهجومية بحيث أن الرومان عادوا، في سنة 602 م إلى الضفة الشمالية للدانوب الأدنى.. وبعد هذا الانتصار الروماني في الغرب أمر موريس الجنود بأن يشتوا فيما وراء الدانوب، فأدى ذلك إلى عصيان دفع موريس ثمنه عرشه وحياته، ورمى الإمبراطورية في أحضان الفوضى( ).
 
وفي سنة 604 م هاجم كسرى الثاني دولة الروم بحجة الانتقام لموريس، الذي كان كسرى مديناً له بالكثير. والحرب التي تلت ذلك كانت أشرس الحروب التي دارت رحاها بين الرومان والفرس، وقد احتل الفرس سورية وفلسطين ومصر وبرقة.. ولما قام الروم بالهجوم المضاد وصلوا شرقاً إلى أبعد مما وصل إليه أي جيش روماني منذ سنة 117 م، وفي سنة 628 م كاد الحاكم الروماني هرقل (تولى العرش 610 م) أن يصل إلى أسوار المدائن (طيسفون) ثم انتهت الحرب، كما توقفت الحرب السابقة لها (572-591)، بخلع الإمبراطور الساساني ووفاته.
 
وعقدت الدولتان صلحاً سنة 628 م على أساس الوضع السابق للحرب، وأخذت الفوضى العنيفة برقاب الإمبراطورية الساسانية، على نحو ما أصاب الإمبراطورية الرومانية بين سنة (602 و 610) إلا أن الإمبراطورية الفارسية، على عكس الرومانية، لم تنهض من كبوتها.
 
كانت الدولتان الرومية والفارسية، في سنة 628 م، قد بلغ منهما الجهد غايته، وكانت الدولة الثالثة الفتية هي الدولة الإسلامية التي أنشأها النبي  في المدينة المنورة سنة (622 م). وكان لظهورها بشكل مذهل وتوسعها اثر بالغ في انهيار دولتي الفرس والروم.
 
ففي سنة (633 م) أرسل الخليفة الأول أبو بكر الصديق  الجيوش نحو دولتي فارس والروم الواقعتين إلى الشمال الشرقي والشمال الغربي في وقت واحد، وقد سقطت الإمبراطورية الفارسية في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ، أما دولة الروم فقد استمر وجودها، إلا أن أملاكها كانت قد تقلصت تدريجياً، بحيث اقتصرت في النهاية على آسيا الصغرى والقسطنطينية وبعض الجزر وجسور برية على الساحل الآسيوي الشمالي للبحر المتوسط.

الصفحات