رواية "زينب وماري وياسمين" الصادرة عام 2012 للروائية العراقية ميسلون هادي، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، نقرأ من أجواء الرواية:
أنت هنا
قراءة كتاب زينب وماري وياسمين
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
زينب وماري وياسمين
الصفحة رقم: 3
راسي وجعني كومي شدّيه
وشَدّ الغريبة ما نفع بيه
يمه الولد يا محبس يميني والله يمه
هزيت مهدك ما لكَيتك
وبين النجم ما دوريتك
غريبات ميحنن علي والله يمه
كلما فعلت بيبي صبيحة ذلك، أخاف منها·· تخيفني أحشاؤها التي تتحرك تحت بطنها أثناء البكاء·· ويعصر قلبي دخان سيكارتها التي لا تفارقها·· رمادها على وشك السقوط فوق ظفيرتيها اللتين تتلويان فوق النافذة·· النافذة توجد قربها شجرة نارنج وحيدة·· شجرة النارنج فوقها بلبلان··· البلبلان يطيران من شجرة النارنج إلى الدبابة···· الدبابة تتحرك فيغطي هديرها على تكتكات الساعة الرتيبة·· أصمت ولا أريد أن أتكلم مع أحد·· في الصباح أعتقد أن الحياة جميلة، وفي منتصف النهار أعتقد أنها مملة·· وفي الليل تصبح فظيعة في ضوضائها قبل أن أنام···
المساء كان غير شكل المساء، وأنا نعسانة يكاد يغلبني النوم، ودفتر الإملاء مضموم في الحقيبة لأنه كان يوم الحساب·· وفي امتحان الحساب تساعدني أمي في جدول الضرب ولا تكلّ من سماع الأرقام التي لا تحفظ منها شيئاً سوى جدول الرقم خمسة· أبي كان ينظر إليّ ملياً بتلك الطريقة التي أخاف منها·· وهذا يعني أنه سيقول شيئاً يخصني·· لا علاقة له بشطارتي في جدول الضرب أو بتلاوة درس النشيد، ولكن له علاقة بشيء يلفّه في رأسه مثل سيكارة بيبي صبيحة····· انتظرت أن يكف عن اللف لكي يتكلم ويتساقط فوقي الرماد· قال لي: إنْ لم تلبسي الحجاب لن أحبك كما أحب أخاك مصطفى· حالما جاء الظلام أسرعت بالوقوف قرب باب الغرفة قبل أن أنام، فسمعته يقول لأمي أولاً بأني بيضاء وثانياً لأن عيوني خضر ولا يجوز أن أمشي في الشارع بدون حجاب· أمي لم تقل له:
- إنها صغيرة·
بل قالت له:
- أي نعم·· لم تعد صغيرة·