رواية "سفينة وأميرة الظلال"؛ تضرب هذه الرواية الممتعة بجذورها الغائرة، في قلب الأسطورة العربية، تستطفي حكمتها البليغة وتستقطر نورها الرائق لتقدم أمثولاتها الرمزية للحياة، بنماذجها الغنية وظواهرها الملغزة، موظفة أساليب وتقنيات فنية جديدة..
أنت هنا
قراءة كتاب سفينة وأميرة الظلال
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
فكرت في سكون حالها وثبات نظرتها، فكأنها يوم أن نطقت هيكل بديع الصنع، يخرج من جوفه طيب لا كلام··· أجابت:
- إن قُلْتُ وسُمِعْتُ، ولم تأتني بما أريد فهو الموت المحقق··· في تلك اللحظة لا أدري ما الذي انتابني، إلا أنني وجدت نفسي متجها نحو بساطها العجيب، أحاول أن أقترب منها لأرى هل محدثتي من الإنس أم من الجان !!
حاولت الاقتراب منها مراراً فلم أتمكن، وكأن ذلك البساط صار سراباً لا يظهر إلا من بعيد·
خطر في نفسي: لعل البعد حالها !
عدت إلى مكاني متأدباً، وقد أسفت أن دفعني الفضول إلى مثل هذا الفعل ، وقلت:
ــ معذرة سيدتي··· فما كان اقترابي منك تطاولاً، فأنا لست برجل مغامر، وإنما أنا رجل خرجت أبحث عن (مدينة العلم)
وقد أخطأت دربي···
ثم سألتها:
ــ هل أنت من بنات حواء؟
أجابت:
ــ هي أمي·
فقلت:
ــ حمدا لله ! وما حزنك هذا وأنت منعمة محفوظة؟
فأعادت نبرة الصوت نفسها الذي كان يملأ بهو القصر الفارغ، بأصداء أرق من وقع الريش على الأرض:
ــ لأني أريد···
لا أدري هل كان ردي هذا شطحة مجنون، أم غاشية من فضول أحمق؟ فقد أجبتها في الحال:
ــ وما الذي تريدين سيدتي؟