أنت هنا

قراءة كتاب توحش الضمير الليبرالي وسقوط الهيمنة الأمريكية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
توحش الضمير الليبرالي وسقوط الهيمنة الأمريكية

توحش الضمير الليبرالي وسقوط الهيمنة الأمريكية

جاء هذا الكتاب على ضؤ تنامي وتصاعد تطبيق الليبرالية المتوحشة في معظم دول العالم, حيث ابهر المجتمع الانساني على واقع هذه التجربة, بعد إن تم تبليعه طعم الليبرالية معتقدا انها الدواء الشافي لكل ازمآت البشرية, والحقيقة كانت غير ذلك فهذا الطعم تبين للعقلاء انه ط

تقييمك:
4.0588
Average: 4.1 (17 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 3
نشأة الليبرالية
 
ظهر الفيروس الليبرالي لاول مرة في التاريخ في القرن السادس عشر داخل المثلث المحدود(باريس, لندن,أمستردام )(6).فقد انبثقت فكرة الليبرالية بين معسكر الاستبداد والإقطاع ورجال الكنيسة من جهة, وأحرار أوروبا والغرب من جهة أخرى.فقد جاءت من رحم فقهاء العقد الاجتماعي وعلى رأسهم المفكر (روسو)الذي اعتبر الحرية الحقة التي اشتر عناها لانفسنا وهي بحسب هذا المفهوم عملية انكفاء على الداخل أي النفس, وعملية انفتاح تجاه القوانين التي تشرعها النفس فالانكفاء على الداخل تمرد وهروب من كل ما هو خارجي, والانفتاح طاعة القوانين التي تشرعها النفس من الداخل ويمكن أن تمثل الليبرالية حالة انكفاء على استقلالية النفس مع الانفتاح على إتباع قوانين الدولة واحترام طقوس المجتمع.
 
إن الليبرالية انبثقت كما اشرنا من آراء فقهاء العقد الاجتماعي وخاصا إسهامات (جون لوك,جون ميل ), هذا ما يطلق عليه بالليبرالية السياسية,اما الليبرالية الاقتصادية فجآءت من خلال اسهامات (آدم سميث), هذا وتشير المصادر التاريخية الى ان الافكار الليبرالية ظهرت مع بدايات عصر التنوير، وحتى بزوغ الثورة الصناعية (1750ـ1850), وقد اعتبر المؤرخون ان هذه البدايات كانت البدايات الذهبية للافكار الليبرالية, فقد جاءت الليبرالية آنذاك بعد الانتصار الباهر على النظام الاقطاعي الذي ساد العصور الوسطى, وهو النظام الذي كان يرتكز على الاستبداد والعبودية وقهر حرية الفرد وحقوق الانسان وشكل آنذاك سدا منيعا في ولادة الرأسمالية وتطورها فيما بعد منذ بزوغ فجرها, هذا وقد تجلت الافكار الليبرالية بان تم اعادة تعريف او اكتشاف الفرد, وحقوقه, وقدرته على التغير والسيطرة على الطبيعة, ولهذا ففي اللحظة التي ظهرت فيها الافكار الليبرالية كمنظومة ايدولوجية كاملة تعبر عن مصلحة الرأسمالية الوليدة حتى انتشرت بسرعة فائقة في مختلف انحاء اوروبا وغيرها من بلدان العالم, ولم يكن من الممكن لسرعة هذا الانتشار ان يتحقق لو لم تكن متفقة الى ابعد الحدود واحتياجات النظام الرأسمالى, هذ ويرجع الفضل الى انتشار هذا المصطلح الى تكوين حزب سياسي في اسبانيا اطلق عليه الحزب الليبرالي اعتنق اعضآؤه المبادئ الدستورية البريطانية التي هدفت الى تقييد سلطة الحاكم وكفالة حقوق الفراد, وسعوا عام 1810 الى تطبيقها في الحياة السياسية الاسبانية, وسرعان ما اشاع استخدام هذا المصطلح في جميع انحاء العالم وخاصة اوروبا وقصد آنذاك انصار النظام الليبرالي البرلماني ودعاة حرية الفكر وحرية التجارة وحرية الملكية الخاصة, واطلق على وصف الليبرالية على التنظيم السياسي الذي يتبنى هذه المبادئ ويشيد بنيانه الدستوري على قاعدتها, وقد تبلور هيكل هذا البنيان في القرن التاسع عشر, وقامت فلسفته على الايمان المطلق بامكانية تحقيق الرضى العالمي نتيجة اطلاق القوى الطبيعية وتحريرها من القيود وذلك تعبيرا عن الثقة في قدرة الفرد واهليته في التنسيق بين سعادته الخاصة وسعادة مجتمعه وتحقيقها في آن واحد(7).

الصفحات