أنت هنا

قراءة كتاب توحش الضمير الليبرالي وسقوط الهيمنة الأمريكية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
توحش الضمير الليبرالي وسقوط الهيمنة الأمريكية

توحش الضمير الليبرالي وسقوط الهيمنة الأمريكية

جاء هذا الكتاب على ضؤ تنامي وتصاعد تطبيق الليبرالية المتوحشة في معظم دول العالم, حيث ابهر المجتمع الانساني على واقع هذه التجربة, بعد إن تم تبليعه طعم الليبرالية معتقدا انها الدواء الشافي لكل ازمآت البشرية, والحقيقة كانت غير ذلك فهذا الطعم تبين للعقلاء انه ط

تقييمك:
4.0588
Average: 4.1 (17 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 8
عصر تنوير الليبرالية
 
لم يكن عصر التنوير منصبا على الانجازات العلمية والفلسفية كما لاحظنا لاحقا سابقا وانما تجاوز الى الفكر السياسي والقانوني وانظمة الحكم حيث ظهر جيل من المفكرين العظام الذين نددو بالطغاة والطغيان في العصور الوسطى ودعوا الى تحرير الانسان من العبودية والتسلط كما واكدوا على ان المجتمع يتالف من احرار متساويين ومستقلين تحركهم مصالحهم الخاصة ومن اشهر هاؤلاء المفكرين مونتيسيكيو حيث اصل في كتابه روح القوانين فكرة الديموقراطية النيابية وشرح مبدأ الفصل ما بين السلطات معتقدا ان الديموقراطية هي الفضيلة وان الملكية هي الشرف وان الاستبداد هو الخوف ونادى بان هنالك روحا تسير الجماعة على هذه المبادئ في اي امة من الامم, وان مهمة القوانين هي ان تعكس هذه الروح بل ان قيمة القوانين في النهاية بل يجب ان تكمن في درجة الانسجام مع الميول والمواقف الفكرية للاشخاص الذين يخضعون لها, وكان مونتيسيكيو من اشد المؤمنين بسلطة العقل التي يمكنها ان تصنع مثل هذه القوانين .فيما جآءت افكار فولتير في الدعوة الى الصلاح السياسي ونادى بانه ما من امة تحكمها قوانين صالحة مطلقة فجميع هذه القوانين املتها مصلحة المشرع وهي مصلحة مؤقتة صاغها الجهلة في ظل حكومات همجية وانتصر فولتير للاخلاق حيث اعتبرها قيمة سامية وخاصة عند صياغة القوانين الجديدة لان هناك بين البشر تضافرا اخلاقيا اتجاه قضايا الحرية والعدالة والظلم .
 
كما وتناول التنويري جان جاك روسو حقوق الامة في العقد الاجتماعي واكد ان هذه الحقوق نابعة من حقوق الفرد وان الامة باعتبارها تجسيدا للارادة العامة وافراد الشعب هم مصدر السلطات وليس هناك شىء يسبق وجودها او يعلوها سوى الحق الطبيعي والامة تكون بهذا المعنى قد تكونت بموجب التزام طوعي متبادل بين اعضاءها اي بموجب عقد اجتماعي عقدته مع نفسها وفي حرية متكاملة, والامة في ممارستها المشروعة لسياديتها تصدر دستورا وتقيم حكومة تكون مهمتها خدمة افراد المجتمع اي خدمة حقوقهم الطبيعية واذ اخلت بذلك تكون قد اخلت بذلك تكون قد خرجت عن العقد الاجتماعي ويجب تغيرها وفي هذه الاجواء كانت الصورة الاخرى مغايرة لدى الاقطاع ورجال الدين والكنيسة فقد تعرضت هذه الافكار الى الحرب من قبل الاقطاع والكنيسة بكل ما اتيت من قوة وسلطان من خلال فرض الضرائب المرتفعة على الناس وممارسة سلطة قديمة في تفسير الحياة والكون وكل شىء بنظرة دينية بحته تحقر الكسب المادي وترفض التطور, ولذلك جاءت حركات الاصلاح الديني تستهدف اصلاح علاقة الكنيسة بالافرادوالمجتمع, وتتصدى لكثير من المعتقدات البالية في العصور الوسطى وتعترض على تدخل رجال الدين في الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومن هنا ظهر ابرز المصلحين التنويرين وعلى رأسهم مارتن لوثر الذي انتقد فساد البابوية وسيطرة رجال الدين وفضح صكوك الغفران التي كانت تبيعها الكنيسة وقام بترجمة الانجيل لاول مرة ليتعرف الناس على تعاليم الدين دون وساطة رجال الدين, كما وجاءت اراء كلفن الذي اعتبر ان تجميع الثروة هو حق مشروع ولا يتعارض مع مبادىء المسيحية وقد لاقت افكار الاصلاح الديني آنذاك آذانا صاغية على يد البروتستانت في مختلف انحاء اوروبا .
 
بعد هذا العرض كان عصر النهضة الاوروبية هو عصر اليقضة الذي اطلق سلطان العقل والايمان بالحريات الفردية وبقدرات الفرد على التغيير والسيطرة على الطبيعة وكان هذا العصر هو المقدمة التاريخية لظهور الليبرالية الاقتصادية والتي استندت عليها الرأسمالية الصناعية "10"

الصفحات