في هذا الكتاب يتطرق الكاتب حسني أدهم جرار إلى الأقسام الثلاثة التالية:
أنت هنا
قراءة كتاب ديوان الدكتور يوسف القرضاوي نفحات ولفحات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
حياة الشاعر
ولد الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي عام 1926م في قرية "صفط تراب" التابعة لمركز المحلة الكبرى، من أعمال محافظة الغربية بمصر، ونشأ في أسرة متدينة رقيقة الحال يشتغل أفرادها بالزراعة، وانتقل والده إلى رحمة الله تعالى وهو في الثانية من عمره، فكفله عمه، وأحاطه من الرعاية بما يُفتقد لدى الكثير من الآباء، ووجد في أبناء هذا العم الفاضل خير ما يلقاه أخ من إخوته البررة، فنشأ في جو من الحنان والرعاية كان فيه يَعتبر العمَّ أباً وأبناء العم إخوة، واتسعت دائرة هذا العطف حوله حتى أصبح موضع رعاية من سائر أقاربه... فكان هذا تعويضا عن يتمه المبكر...
وفي الخامسة من عمره تم إلحاقه بأحد كتاتيب القرية الأربعة ليحفظ القرآن الكريم، ولما وافته السابعة أُدخل المدرسة الإلزامية التابعة لوزارة المعارف ليتلقى فيها المعارف العصرية: كالحساب والتقويم والتاريخ والصحة وغيرها، فكان يجمع بين الكُتَّاب والمدرسة، هذا في فترة الصباح وتلك في فترة المساء.
وقبل أن يبلغ العاشرة أكرمه الله فأتم حفظ القرآن الكريم حفظاً لا يكاد يضيع منه حرفا مع الإلمام بأحكام التجويد... وأقيم له بهذه المناسبة الطيبة حفل متواضع في الكُتَّاب، حيث وُزِّعت الحلوى والشربات وأطلقت الزغاريد، وقرأ فيه آخر لوح من الصحف كتبه بيده من سورة "الضحى" إلى"سورة الناس" وكان يتلو كل سورة ثم يهلِّل بعدها ويكبر: لا إله إلا الله، والله أكبر، ولله الحمد... والتلاميذ يكبرون معه، فكان حفلاً بهيجاً يتطلع إليه كل تلميذ في الكُتَّاب... ومن يومها أصبح في نظر أهل قريته "الشيخ يوسف" وبسبب ما منَّ الله عليه من حسن التلاوة كثيراً ما كانوا يقدمونه ليؤمهم في الصلاة وبخاصة الصلاة الجهرية، وذلك تأثراً بما يتقن من تلاوة، وما يزين هذه التلاوة من نغمة توجه المشاعر الخاشعة إلى مضامين الآيات القرآنية.
وهذا التشييخ المبكر حرمه فرص اللعب التي يستمتع بها أقرانه من الصبية، وأعطاه الحصانة التي حفظت عليه شبابه، والوقار الذي لازمه طيلة حياته.
وعاش الشيخ يوسف حياة إسلامية هنيئة في جو ريفي جميل، يحمل في ثناياه عبير الحب والتعاون والصفاء... عاش مع أبناء قريته يقبسون من نور القرآن ويقبلون على تلاوته ويتنافسون في حفظه...