أنت هنا

قراءة كتاب ديوان الدكتور يوسف القرضاوي نفحات ولفحات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ديوان الدكتور يوسف القرضاوي نفحات ولفحات

ديوان الدكتور يوسف القرضاوي نفحات ولفحات

في هذا الكتاب يتطرق الكاتب حسني أدهم جرار إلى الأقسام الثلاثة التالية:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 7
شخصيات أثَّرت في حياته:
 
تأثر الشيخ القرضاوي في مستهل حياته بمدرسة الإخوان وشخصياتها البارزة. وكانت أعظم شخصية تأثر بها في حياته الفكرية والروحية هي شخصية الإمام الشهيد "حسن البنا"" مؤسس كبرى الحركات الإسلامية في القرن العشرين...
 
يقول الشيخ القرضاوي عن إمامه: "إن أعظم الشخصيات أثراً في حياتي الفكرية والروحية هي شخصية الشهيد العظيم حسن البنا، مؤسس كبرى الحركات الإسلامية الحديثة... هذا مع أنني لم أعايشه كما عايشه غيري، فقد كان رضي الله عنه في القاهرة وكنت في طنطا طالباً، ولكني استمعت إليه في طنطا عدة مرات، ورحلت وراءه إلى بعض البلاد لأراه وأستمع إليه، كما قرأت تقريباً كل ما كتبه من رسائل ومقالات"..
 
ويصف الشيخ انطباعاته عن الإمام البنا فيقول: "كان رحمه الله في حديثه إذا تحدث، وفي كتاباته إذا كتب، يمثل السهل الممتنع، ويؤثر في العقل والقلب معا، فهو معلم وواعظ بالفطرة الموهوبة والدربة المكتسبة جميعاً. أذكر أني استمعت إليه وأنا طالب في السنة الأولى من معهد طنطا الابتدائي يتحدث بمناسبة الهجرة النبوية، فوعيت كلامه على صغر سني، وأكاد أحفظه من ذلك اليوم. كان واسع المعرفة، غزير المادة، أخرج مجلة "الشهاب" الشهرية وكان يحرر جلَّ أبوابها بقلمه، فهو يكتب في التفسير والعقائد ومصطلح الحديث والتاريخ الإسلامي وفي أصول الحكم كنظام اجتماعي... كل ذلك بإجادة وأصالة رغم أنه لم يكن متفرغاً للعلم والبحث، فقد كانت الدعوة ومتطلباتها تستغرق معظم وقته ولذلك كان من وصاياه "الواجبات أكثر من الأوقات، فعاون غيرك على الانتفاع بوقته"...
 
لقد تأثر القرضاوي بالإمام البنا كاتباً ومحدثاً وعالماً وواعظاً وبليغاً، ومريّباً للشباب والأجيال... وكما تأثر بإمام الدعوة وقائدها فقد تأثر أيضاً بعدد من علماء الإخوان المسلمين أمثال الشيخ محمد الغزالي والشيخ البهي الخولي، وكان تأثره بهذه المدرسة أقوى من تأثره بالدراسة الرسمية في الأزهر ومشايخه، على الرغم مما له ولهم من فضل لا ينكر في تكوينه العلمي. ومن الشخصيات الأزهرية التي كان لها اثر في نفسه: المغفور له الدكتور محمد عبد الله دراز لما كان يتمتع به من أصالة تفكير وفصاحة بيان وقوة في الخلق والدين. وكذلك الشيخ محمود شلتوت والدكتور عبد الحليم محمود.
 
وتأثر أيضاً بكتابات شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم والشيخ محمد رشيد رضا...
 
والذي يستمع إلى محاضرات الدكتور القرضاوي أو يطلع على مؤلفاته العديدة يرى أن إعجابه برواد الفكر الإسلامي من هذه الشخصيات الإسلامية الذين تركوا أثراً في توجيهه... لم يجعله يقلد أحداً منهم أو يتقمص شخصيته، ولكنه انتفع بمختلف المدارس الفكرية التي عرفتها حضارة الإسلام... وجاءت كتاباته تحمل روح التنقيب والاجتهاد والإبداع.
 
ويجدر بنا ونحن نتكلم عن المؤثرات في تكوين شخصية الدكتور القرضاوي ألا نغفل المؤثرات الروحية والتربوية التي أفاد منها في نشأته الأولى في القرية الهادئة الوادعة والبيت الكريم الذي رعاه وربَّاه على الخلق الإسلامي الأصيل.

الصفحات