أنت هنا

قراءة كتاب ديوان الدكتور يوسف القرضاوي نفحات ولفحات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ديوان الدكتور يوسف القرضاوي نفحات ولفحات

ديوان الدكتور يوسف القرضاوي نفحات ولفحات

في هذا الكتاب يتطرق الكاتب حسني أدهم جرار إلى الأقسام الثلاثة التالية:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 8
الأحداث التي عاصرها:
 
عاصر الدكتور القرضاوي أحداثاً في غاية العظم والأهمية... عاصر الحرب العالمية الثانية، والاستعمار الإنجليزي لمصر، وحرب القنال، وحرب فلسطين، ووقوع النكبة الأولى وقيام دولة إسرائيل، ووقوع نكبة 1967م التي احتلت إسرائيل فيها القنطرة والقنيطرة وسقطت القدس والمسجد الأقصى في يد اليهود...
 
ولم يكن القرضاوي في عزلة عن هذه الأحداث فقد شارك فيها- منذ كان طالباً في الابتدائي- بقلبه وأعصابه وعقله ولسانه... نظم القصائد وألقى الخطب وحرّض جماهير الطلاب على المظاهرات ضد الظلم والظالمين، وكان مسئولاً عن طلاب الحركة الإسلامية بكلية أصول الدين وكليات الأزهر الأخرى، وكان عضواً في الهيئة المسئولة عن كتائب الأزهر في حرب القناة ضد الإنجليز. وطاف القطر المصري من أسوان إلى رشيد والإسكندرية داعياً إلى الله، وطاف عدداً من البلدان العربية والإسلامية لنفس الغاية.
 
ولعل الشيء الذي جعله على صلة عميقة وحيَّة ومباشرة بأحداث بلده ووطنه العربي والإسلامي هو: الاتصال المبكر بحركة الإخوان المسلمين... فقد نقلته من جو الشعر والأدب الذي كان هوايته، إلى جو الدعوة العامة إلى الإسلام، ومن طريق الوعظ العام والتدين الفردي، إلى أفق الحركة الإيجابية الشاملة، التي تعمل على خلق تيار إسلامي عام وتكوين جيل يفهم الإسلام فهماً صحيحاً ويؤمن به ويجاهد في سبيله...
 
وكان من ثمرات هذا الاتصال أن: صحَّح فهمه للإسلام ورسالته في الحياة، وواجب دعاته في هذا العصر نحو وطنهم الصغير، ووطنهم الإسلامي الكبير... وأصبح مهتماً بأمر المسلمين جميعاً، وبقضايا الإسلام الكبرى، وبمؤامرات أعداء الإسلام، ووسائلهم في الغزو والتدمير....
 
وحدد هدفه من الحياة ورسالته فيها، وهي الدعوة إلى الإسلام كله عقيدة وشريعة ودولة وحضارة وأمة.
 
وقد أدى انتماؤه إلى دعوة الإخوان المسلمين وجهاده في سبيل الإسلام إلى اعتقاله عدة مرات. أولها: اعتقاله سنة1949م نحو عشرة أشهر في عهد الملك فاروق، وقد كان طالباً في السنة الخامسة الثانوية. وقد ضاع عليه امتحان الدور الأول للشهادة الثانوية، ثم شاء الله أن يدرك الثاني بعد الإفراج عنه عقب سقوط وزارة إبراهيم عبد الهادي، وكان من إكرام الله وتعويضه له أن حصل على الترتيب الثاني بين الناجحين في الدورين من طلاب المعاهد الثانوية الأزهرية على مستوى القطر المصري. وكان اعتقاله الثاني في 2 يناير 1954م لمدة شهرين ونصف في عهد الثورة، ثم في نوفمبر 1954م ولمدة عشرين شهراً تقريباً، ثم في يونيو 1962م نحو خمسين يوماً قضاها في سجن انفرادي في مبنى مخابرات الثورة، وكان بجواره في الاعتقال صديق عمره ورفيقه في الدعوة والجهاد الداعية الكريم الدكتور أحمد العسَّال.
 
وبعد أن خرج القرضاوي من المعتقل سنة 1956م، حرَّمت عليه حكومة الثورة أن يتصل بالجماهير عن طريق الخطابة والتدريس، فلم يجد أمامه إلا القلم يخاطب به الناس، في صورة مقالات في مجلة منبر الإسلام ومجلة الأزهر، وفي صورة كتب كان أولها كتاب" الحلال والحرام في الإسلام"، وتلته مجموعات من الكتب والأبحاث في مجالات شتى... ودفعه هذا إلى التفرغ للبحث العلمي والكتابة

الصفحات