أنت هنا

قراءة كتاب همسات على ضفاف النيل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
همسات على ضفاف النيل

همسات على ضفاف النيل

رواية "همسات على ضفاف النيل" أهدتها الكاتبة المقدسية مزين يعقوب برقان، إلى كلّ مَنْ أراد بمصر خيراً... إذ أن الحقبة الزمنية لاحداث الرواية هي الثورة المصرية، انهت الكاتبة روايتها مخاطبة نهر النيل: تسمعني أنتَ أيّها النّيل...

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 2
أمشي وحيداً، وفي أعماقي رغبة في التأمّل، كأنّني أذهب إلى هذا المكان أوّل مرة. في التأمّل نوع من الراحة. وهذا ما كنت أصبو إليه في تلك اللحظة. أستريح من نفسي لأجل نفسي، أستريح من مطالب أمّي التي أعجز عن تلبيتها، على الأقلّ في هذه الأثناء، أستريح من التفكير في الحصول على عمل. أستريح... كأنني أستريح من الحياة.
 
الآن تخلّصت من كل هذا. أمشي متأمّلاً النيل... الكوبري... المراكب بألوان أضوائها المختلفة... الناس... برج القاهرة الذي يطلّ عليك من بعيد وأنت تسير في بداية الجسر الذي يربط جانبيّ النيل. أتأمل جمال المكان... استنشق اللامبالاة الآن، فلم أعد أفكّر في شجاري مع أمّي، ذلك الشجار الذي قادني إلى هذا المكان في هذه اللحظة.
 
وبين فرحتي بتأمّلاتي، وفرحتي بلا مبالاتي، تصعقني فرحة أخرى فجأة. فرحة جمال طاغٍ يتقدّم نحوي، بهدوء مشاكس، يشير إلى رغبة قوية في نشوة ثورة عاطفية.
 
جمال أنثويّ، يسير على هذا الكوبري... يحرّض أعماقي على مغامرة الصيد، ولذّة التجربة. وما يصعّد التحريض في أعماقي على الصيد، أن هذه الفتاة تسير وحدها. ملامحها ليست مصرية، هكذا اعتقدتُ.
 
لم أترددّ أن أغيرّ اتجاه سَيْري كي أمشي معها في الاتجاه الذي تسير هي فيه، ولم أترددّ في التحدث إليها، كما يفعل الشباب عادة عندما يروْن فتاة لأول مرة ويرغبون بها. ينتابهم الترددّ في قول ما يريدون قوله في أوّل الأمر. لا أعرف الترددّ مع فتاة تثير رغبتي، فأنا خبير المهامّ الشاقة في الغرام.
 
سألتها على الرغم من أنني شبه متأكد من أنها ليست مصرية:
 
- هل أنت مصرية؟
 
ابتسمتْ. عندما تبتسم فتاة استجابة لابتسامة منك، فاعلم أنك مَدْعُوٌّ للمتابعة. هكذا شعرتُ، أو هذه إحدى قناعاتي.
 
أجابت دون أن تختفي ابتسامتها.
 
- لستُ مصرية... أنا سورية، من حلب.
 
تساءلتُ والابتسامة تنتشر على وجهي.
 
- سورية؟ أهلا بكِ في مصر.

الصفحات