رواية "همسات على ضفاف النيل" أهدتها الكاتبة المقدسية مزين يعقوب برقان، إلى كلّ مَنْ أراد بمصر خيراً... إذ أن الحقبة الزمنية لاحداث الرواية هي الثورة المصرية، انهت الكاتبة روايتها مخاطبة نهر النيل: تسمعني أنتَ أيّها النّيل...
أنت هنا
قراءة كتاب همسات على ضفاف النيل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

همسات على ضفاف النيل
الصفحة رقم: 9
قالت:
- الجو حار، لكنه جميل...
قاطعتها ضاحكاً:
- جوّ القاهرة جميل لأنكِ فيها.
قالت مبتسمة:
- كلامك ذات نكهة مصرية رائعة وممّيزة.
أجبتُ:
- أقول ما أشعر به...
ابتسمتْ مرّة أخرى. يبدو أنها تستطيب أن تكون قد تركت في داخلي شعورًا بالإعجاب بها.
قلت ونحن نقترب من ميدان التحرير الذي ينتشر فيه عدد من الناس:
- لنجلس هنا. أترغبين في ذلك؟
أجابت:
- هنا؟! بين كل هؤلاء الناس؟! أريد مكانًا أكثر هدوءًا.
جملتها الأخيرة أثارت في داخلي رغبة جسدية قوية، فالهدوء يثير الرغبة عندما يتعلّق الأمر بأنثى مشتهاة. لم أدرِ ماذا كانت تقصد بالتحديد عندما قالت تلك الجملة، لكنّ كلامها استقطبتْه رغبةُ جسدي. مكان هادئ تدثّره الخلوة بها، قد يمكّنني من الفوز بِقُبْلَة أو بعناق طويل. بدتْ لي أنثى مشتهاة. لا أستطيع أن أفوّت متعة الوصول إليها، على طريقتي.
ولكن... كيف لي أن أجد مكانًا هادئاً في القاهرة التي لا تنام؟
مدينة مفعمة بالنشاط والحيوية ليل نهار. كيف أجد في القاهرة هدوءًا يفجّر رغبتي الجسدية؟ رحت أتساءل وقد وجدتُ نفسي فجأة في أوج الرغبة وعلى قمّة المغامرة. أَأَصطحبها إلى شّقة مفروشة بسيطة، مستبعدًا الفنادق بسبب ارتفاع تكاليفها؟
ولكن ماذا ستكون ردّة فعلها هي إذا عرضتُ عليها الذهاب معي إلى شقة مفروشة؟ ولماذا أعتقد أنها بهذا الاستسلام لمجرّد أنها وافقت على مرافقتي والمشي معي في شوارع القاهرة؟ لن أجبرها على شيء، رحتُ أردّد في داخلي بين الحين والآخر. لن أجبرها لسببين. أولهما، لا أريد الدخول في أيّة مساءلة قانونية بتهمة الاعتداء على سائحة. وأما السبب الأهم من هذا، هو قناعتي بأنه لا متعة نهائياً في علاقة جسدية يكون الإكراه قاعدتها. سأحترم رغبتها مهما تأجّجت رغبتي في داخلي.