رواية "همسات على ضفاف النيل" أهدتها الكاتبة المقدسية مزين يعقوب برقان، إلى كلّ مَنْ أراد بمصر خيراً... إذ أن الحقبة الزمنية لاحداث الرواية هي الثورة المصرية، انهت الكاتبة روايتها مخاطبة نهر النيل: تسمعني أنتَ أيّها النّيل...
أنت هنا
قراءة كتاب همسات على ضفاف النيل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

همسات على ضفاف النيل
الصفحة رقم: 10
فكّرتُ أن انتظر، وأن لا أعرض عليها أمر الشقة المفروشة. فهذه الأمور تحتاج إلى الوقت. لا أدري لماذا اجتاحتني فكرة أنه لا يمكن أن أعرض عليها أمر الشقة المفروشة بهذه السرعة؟ فالوقت ضروري لأيّة علاقة غرامية كي تنضج، هكذا شعرتُ لحظتها.
أمشي... يدي بيدها، ولذّة الشوكولاتة الممزوجة بلذّة الحبّ تسري في جسدي. للشوكولاتة طعم آخر إذا امتزجت بالحبّ، تماماً كالمطر الذي يسقط بعد غياب طويل، على أرض شقّقّها الجفاف. مطر له جمال آخر، وضرورة قصوى، وحاجة مُلِحّة.
قلت بعد صمت طويل، بطريقة مواربة إلى ما يجول في أعماقي من رغبة.
- وأنا أحبّ الهدوء كثيراً. الهدوء يقود الروح والجسد إلى الراحة.
قالت بسرعة:
- أتعتقد هذا؟ أرى أننا نسير في اتجاه واحد فيما يتعلّق بهذا الأمر.
يبدو أنها أدركت المعنى الظاهر لكلامي. ولو لم يكن الأمر كذلك لقالت: "اخترْ مكانًا هادئًا نكون فيه معًا." انتهينا من أكل الشوكولاتة لكنّ لذّتها لا تزال تسري في الجسد كأنها لذّة الحب... فَلذّة الحُبّ العميق لا تزول.
سألتها:
- كم من الوقت ستقيمين في مصر؟
أجابت:
- موعد مغادرتي بعد يومين...
تساءلت متعجّباً:
- يومان؟! بعد يومين؟! ولكن...
قاطعتني:
- ولكن ماذا؟
أجبتُ:
- لماذا كل هذه السرعة؟
قالت:
- الرحلة مُخطّط لها مُسْبقاً، وأنا مُلْزمة بموعد الطائرة.