أنت هنا

قراءة كتاب همسات على ضفاف النيل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
همسات على ضفاف النيل

همسات على ضفاف النيل

رواية "همسات على ضفاف النيل" أهدتها الكاتبة المقدسية مزين يعقوب برقان، إلى كلّ مَنْ أراد بمصر خيراً... إذ أن الحقبة الزمنية لاحداث الرواية هي الثورة المصرية، انهت الكاتبة روايتها مخاطبة نهر النيل: تسمعني أنتَ أيّها النّيل...

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 3

أمسكتُ بيدها كأنني أعرفها وتعرفني منذ وقت طويل. هي لم تعترض، وهذه دعوة أخرى للمتابعة. تُرى لماذا لم تعترض على أن أمسك بيدها وقد رأتْني منذ دقائق؟ تساءلتُ مندهشًا، لكنني كنت سعيدًا بعدم اعتراضها.

أردفتُ أقول فرحًا بهذا الجمال الذي أمسك ببعض منه:

- ها هي مصر قد ازدادت جمالاً...

قاطعتني ضاحكة:

- مصر رائعة الجمال بالمصريين... أروع شعب.

سألتها:

- ما اسمك؟

أجابت دون تردد:

- جمانة... وأنت ما أسمك؟

قلتُ:

- فتحي... هل هذه زيارتك الأولى لمصر؟

أجابت:

- هي الزيارة الأولى. وأنا سعيدة بزيارتي هذه. زيارة مصر كانت أمنية حياتي منذ زمن طويل... وأخيراً تحققت أمنيتي.

قلت مرحّباً بها مرة أخرى.

- أهلا بك في مصر.

راحت تحدثني عن نفسها، كأنها تريد أن أعرف المزيد عنها.

قالت:

- أنهيت دراسة الصيدلة قبل بضع سنين، والآن أعمل في إحدى الصيدليات في حلب.

أعجبني تدفّق حديثها معي، دون أن أوجّه الكثير من الأسئلة إليها، كما يفعل شاب عادة، عندما يلتقي فتاة لأول مرة. هي تزوّدني بما أريد أن أعرفه عنها، دون أسئلة منّي. وقد يكون في هذا إشارة ضمنية كي أستمرّ معها، وأن تترامى أحلامي، وتتّسع تخيّلاتي في علاقة غرامية، بدأتُ أرسم لوحتها منذ رأيتها. أنهت دراسة الصيدلة منذ بضع سنين، أما أنا فأنهيت الخدمة العسكرية منذ سنة تقريباً. معنى ذلك أنها تكبرني ببضع سنين. ومع ذلك، فإن سنين عمرها تبدو أنّها تتساوى مع سنين عمري. فيها جمال أخّاذ وأناقة تسبي العقل. عندما يقف الإنسان أمام جمال كهذا، فإن سنوات العمر تخرج بطريقة لا شعورية عن التفكير المنطقي.

الصفحات