أنت هنا

قراءة كتاب بعيدا عن البشر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بعيدا عن البشر

بعيدا عن البشر

رواية "بعيدا عن البشر" للكاتب باسكال ديسان؛ الصادرة عام 2007، والتي ترجمها إلى العربية الكاتب والمترجم الأردني وليد السويركي؛ نقرأ من أجوائها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
(2)
 
فيليكس
 
تكشف المقالة التي كنت أقرؤها عن أنّه تم إحصاء ما يزيد على مئة وستين برنامجا لإعادة إدخال حيوانات قانصة في أنحاء العالم، غير أن أيًّا من هذه البرامج لم يأخذ بالحسبان رد فعل الكائنات التي ستكون فريسة لها·
 
وقد تبيّن أن السذاجة في مواجهة الخطر يمكن أن تكون قاتلة· هكذا، فإنّ ما يزيد على نصف أنواع الثديات الكبرى المائة والسبع والستين قد انقرضت في نهاية الحقبة الجيولوجية الرابعة بسبب الصيد الذي مارسه الإنسان· حين تفقد الفريسة عادة الالتقاء بحيوان خاتل فإنها تفقد حسّ الحذر، تغدو ساذجة · لقد لوحظت هذه الظاهرة في المناطق التي انقرضت منها الحيوانات اللاحمة، وما إن تم إعادة إدخال بعضها حتى استعادت الحيوانات آكلة العشب ردود أفعالها· تعرّض الجيل الأول منها للهجمات دون أن يدافع عن نفسه ولكن بعد ذلك عاد كل شيء إلى نصابه· إلى هنا بدأت أعمِّم· تضمّ مجتمعاتنا فئات لا بأس بها من آكلي اللحوم، القتلة والمغتصبين· لنحلم قليلاً: ترى هل سنصبح سذّجًا في حال غاب هؤلاء· كم يلزم من أجيال ليصبح بوسع فتاة تتجول ليلاً في محيط عدائي أن لا تخشى التعرّض للقتل؟ ما زلت أعمّم· لو تمّ إلغاء الضرائب، متى يأتي اليوم الذي يكفّ المرء فيه عن الشعور بالقشعريرة لمجرد أن يخطر له استلام إخطار ضريبي·
 
- هل تريد بعض البتلات لِ بول؟
 
رفعت بصري عن الجريدة· كنّا في نهاية العطلة، ثلاثة أسابيع زدت عليها بضعة أيام أخرى لاستعادة قواي· أمضينا جزءًا منها في توسكانا حيث استمتعنا تمامًا، وتجنّبنا قدر المستطاع الفخاخ التي يقع فيها السيّاح، واستسلمت خلالها دون تذمّر للتجوال في عدد لا يحصى من الكنائس والأديرة·
 
كانت أيامًا لذيذة حتى إنني نسيت أن بيرلسكوني هو من كان يتولى السلطة في إيطاليا· فلتركع! قالت إليزا ضاحكة، فيما كنا نتأمل بعض الأيقونات· ربما تقوم ثورة قريبًا، فلتعجّل، لم يبق أمامنا سوى ثلاثة أيام! كان يبدو لي من غير المعقول أن يستمر الطليان في استرخائهم إلى هذا الحد· كم مرة، بعد مدينة جنوا، قالا لنفسيهما إنّه ربما آن الأوان لحزم الحقائب· في إيطاليا، ثمة حيوان قاتل كبير واحد على الأقل· هل باتت اليزا ساذجة؟ ولكن استرخِ قليلاً، استرخِ!
 
عن الاسترخاء حدّث ولا حرج، فقد كنت أسترخي منذ أسبوع على ظهر المركب جوليب كما أفعل الآن، على كرسي طويل، تحت الشمسية· كنت قد وضعت قفص بول على بكرة المرساة، كنّا أنا وبول ثنائيّ عطالة ضليع·

الصفحات