أنت هنا

قراءة كتاب رحلة الحبشة - من الأستانة إلى أديس أبابا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رحلة الحبشة - من الأستانة إلى أديس أبابا

رحلة الحبشة - من الأستانة إلى أديس أبابا

تصنف هذه الرحلة في عداد الرحلات الدبلوماسية، ومؤلفها صادق باشا المؤيد العظم شخصية عثمانية معروفة، قام برحلته إلى الحبشة في ربيع وصيف سنة 1896 موفداً من قبل السلطان عبد الحميد، ومعه رسالة إلى النجاشي منليك الثاني امبراطور الحبشة الذي استقبله في بلاطه بحفاوة

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
تقديم
 
···يضعون أمامهم طعامهم وجلّه من الفلفل الأحمر ويجلسون القرفصاء حول هذه المائدة ويضعون عليهم العباءة أو الرداء الكبير المسمى (شحماً) حتى لا يراهم أحد، ويأكلون بكل سكون وهدوء من غير أن يسمع لهم صوت مستترين تحت هذا الغطاء، ولو لم أرهم بعيني وهم يستعدون للطعام لما كنت علمت أنهم يتناولون طعامهم، وكيف يتسنى لي أن أعلم ذلك وليس أمامي سوى غطاء كبير تحته أشباح تتحرك كأنهم حواة يقومون ببعض الألعاب الغريبة، ولما سألت عن سبب ذلك قيل لي أن الأحباش يأكلون طعامهم تحت ستار حتى لا تراهم عين فيصيبهم مصيبة من جراء ذلك، وكنت أرى الخادم عندما يقدم لي شيئاً مثل القهوة أو الماء أو الطعام يخفيها تحت ذيله حتى لا يراها أحد كأنه مال مسروق وعندما أتناولها ينشر رداءه أمامي منعاً لرؤية الغير·
 
من متن الرحلة، صفحة 18
 
إذا أصيب أحد أهالي هذه البلاد بمرض يرجع على عناية الرجل الأبيض، لأن الأبيض في نظرهم طبيب وجراح ومقتدر على كل شيء، ومع ذلك كله فإنهم يكرهون لونه وإذا غضبوا عليه يسبونه قائلين (تاج اولاج) أي المملوك الأبيض، وبالجملة إن لون الأبيض مكروه جداً، خصوصاً عند السود أهالي أواسط أفريقيا لعدم إلفة أبصارهم هذا اللون فيظن البعض منهم أن الإنسان الأبيض إنما ابيضّ لأنه ولد من غير أوانه، أي قبل أن ينضج في بطن أمه، والبعض منهم يذهب إلى أن البياض في الرجل الأبيض ليس هو إلا نتيجة مرض أصابه فغير لونه الأسود الطبيعي!
 
من متن الرحلة، صفحة 88

الصفحات