قراءة كتاب بيت الحكمة العباسي ودوره في ظهور مراكز الحكمة في العالم الاسلامي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بيت الحكمة العباسي ودوره في ظهور مراكز الحكمة في العالم الاسلامي

بيت الحكمة العباسي ودوره في ظهور مراكز الحكمة في العالم الاسلامي

في البدء نود أن نؤكد على أنَّ لـ"بيت الحكمة العباسي" جذوره التي تضرب في أعماق التاريخ، أي في تراث العراق القديم أيام السومريين والبابليين والآشوريين هنا في بلاد بابل وفي العصر البابلي القديم، أي ابتداءاً ومن حدود عام 2000 ق.م.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 7
توطئة
 
في الدولة العباسية كثر أختلاط العرب مع غيرهم من الأمم التي دانت لحكمهم، وزادت رغبتهم بالإطلاع على علوم القوم ومعارفهم، فقرّبوا العلماء والأطباء والحُكماء وأهل الفنون والآداب وأجزلوا لهم العطاء.
 
أبو جعفر المنصور (136 - 158ﻫ / 753 – 774م) مع براعته في الفقه والحديث واللغة، كان كلفاً بعلوم الحكمة – خاصةً في الطب والنجوم والفلك والهندسة – وهو أول من راسل ملك الروم يطلب منه كتب الحكمة، فبعث إليه بكتاب إقليدس وبعض كتب الطبيعيات(11).
 
قال المسعودي (ت346هـ) عند كلامه عن أهتمام أبي جعفر المنصور بترجمة مختلف كتب الحكمة ما نصه: "وكان أول خليفة قرَّب المُنجِّمين وعمل بإحكام النجوم، وكان معه نوبخت المجوسي المُنجِّم وأسلم على يده، وهو أبو هؤلاء النوبختية، وإبراهيم الفزاري المُنجِّم صاحب القصيدة في النجوم وغير ذلك من علوم النجوم وهيئة الفلك، وعلي بن عيسى الإسطرلابي المُنجِّم، وهو أول خليفة تُرجمت له الكتب من اللغات الأعجمية إلى العربية، ومنها كتاب (كليلة ودَمَنة)، وكتاب (السند هند)، وتُرجمت له كتب أرسطاطاليس من المنطقيات وغيرها، وتُرجم له كتاب (المجسطي) لبطليموس، وكتاب (الأرتماطيقي)، وكتاب إقليدس، وسائر الكتب القديمة من اليونانية والرومية والفهلوية والفارسية والسريانية، وخرجت إلى الناس فنظروا فيها وتعلَّقوا إلى عملها(12). وأمَّا الكتب التي نقلها عبد الله بن المقفع (المتوفى سنة 141هـ/758م) من الفارسية إلى العربية فهي: كتاب (كليلة ودَمَنة)، وكتاب (خدينامه) في (السِيَر)، وكتاب (آيين نامه) وكتاب (مزدك) وكتاب (التاج) في سيرة آنو شروان وترجمكتاب (الكيكيين) في أخبار أفراسياب وما كان بينه وبين التُرك من الحروب، ونقل بعض كتب الطب والمنطق التي كان الفرس قد نقلوها إلى لغتهم من اليونانية(13).
 
وتُرجم من كتاب أرسطاطاليس المنطقية الثلاث هي: (قاطاغورياس)، وكتاب (بارى أرميناس)، وكتاب (أنولوطيقيا)، وكتاب (إيساغوجي) لفرفوريوس الصورى(14).
 
وفي سنة (156هـ/772م) قَدِمَ على الخليفة المنصور رجل من الهند، وكان عالماً بحركات النجوم وحساب السند الهند، ومعه كتاب يبحث في ذلك، فأمر الخليفة بترجمة الكتاب إلى العربية وأن يؤلَّف منه كتاب تتخذه العرب أصلاً في حركات الكواكب فتولَّى ذلك مُحمَّد بن إبراهيم الفزاري وعمل منه كتاب (السند هند الكبير) وبقي يعملبه إلى أيام المأمون(15).
 
ونقل أبو يحيى ابن البطريق كتاب الأربع مقالات لبطليموس في صناعة أحكام النجوم(16).
 
وتُرجم على عهده من كتب الهندسة كتاب إقليدس وهو من أجلِّ كتب هذا العلم، وما الهندسة التي تُدرَّس في مدارسنا الثانوية في هذه الأيام إلا هندسة إقليدس مع تحويرٍ بسيط وترتيب في النظريات(17).
 
وكان جورجيوس (المتوفى سنة 160هـ/777م) رئيس أطباء جنديسابور وطبيب المنصور – عالماً باليونانية والفارسية، فترجم الكتب الطبية من اليونانية والفارسية إلى العربية، كما ألّف كنَّاشه في الطب(18). وسار أولاده على نهجه وأنجب أسرةً علمية جليلة خدمت الترجمة والطب أجلَّ خدمة.

الصفحات