أنت هنا

قراءة كتاب فن الحياة مع المراهق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فن الحياة مع المراهق

فن الحياة مع المراهق

لكل كتاب في العالم رحلتان· لكن هذا الكتاب له أكثر من عشر رحلات· فالكتاب التقليدي يبدأ كرحلة أولى عند البدء في إعداده كفكرة وتنتهي الرحلـة الأولـى بأن ترى أنت- عزيزي القارئ - هذا الكتاب مطبوعاً· وأما الرحلة الثانية في الكتاب التقليدي فتبدأ أثناء قراءتك له :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
وعندما أسمع مثل هذه الشكاوى من الشباب والبنات في عمر الشباب فإنني أقول بوضوح: سيدرك كل منكم بوضوح خلال رحلة النمو أن مظاهر العلاقة بين الرجل والمرأة هي مزيج مركب عارم من المشاعر، وسيكتشف خلال رحلة النضج أن المشاعر العاطفية لا تقتصر على العلاقة بين الرجل والمرأة فقط، ولكن المشاعر العاطفية تحيط دائماً بأي نوع من الجمال في الحياة، وتحيط أيضاً بالطموحات التي يصبو إليها الإنسان· وهذه العواطف لا يمكن وصفها وصفاً دقيقاً بالكلمات أو الرسوم· إن هذه العواطف يمكن أن توضحها الموسيقى، فهي عزف داخلي من المشاعر المتدفقة المتنوعة·
 
وأية تجربة عاطفية يدخلها الشاب بما تحتويه من مواعيد وأحلام، ستترك في أعماقه حيرة، وسيظل فهمها عنده ناقصاً إلى أن ينمو هذا الفهم من خلال علاقة حب عميقة ودائمة في إطار الزواج
 
وهذه السطور هي محاولة للإجابة على سؤال بسيط وعميق وهو: كيف ينشأ الحب في أعماق النفس البشرية ؟ ومعنى ذلك أننا سنحاول هنا وعبر الصفحات القادمة أن نصف التطور المعقد للأحاسيس الإنسانية، وهى تبدأ في مهدها أثناء الطفولة، ثم نقارن بين أحاسيس الإنسان في الطفولة وأحاسيس الجرو الصغير على سبيل المثال·
 
وقد يسأل أحد القراء: هل ستدخل بنا في دنيا اللاوعي وعالم اللاشعور وعالم النظريات التاريخية التي تتناول هذا الموضوع ؟
 
وأكاد ألمس في أعماق هذا القارئ كلمات تقول: لسنا بحاجة إلى النظريات التي قد يكون لها عميق الاحترام، بل نحن بحاجة إلى البساطة والإيضاح
 
وأقول لمثل هذا القارئ: إنني مثلك تماماً، أقدم عميق الاحترام للنظريات الخاصة باللاوعي وطبقات اللاشعور، لكني أفضل ألا أخوض فيها، وذلك حتى نحتفظ بالبساطة اللازمة لشرح مظاهر السلوك الإنساني في مجال العواطف والعلاقة بين الجنسين سواء عند الكبار أو الشباب· إن هذه الظاهرة قد تبدو محيرة بالنسبة للإنسان الذي يتأملها بل ومتناقضة في أحيان أخرى· لذلك لابد من أكبر قدر من الوضوح والبساطة من أجل عميق الفهم·
 
وسأحاول أيضاً أن أتناول علاقة العواطف الأحاسيس الجسدية بمثاليات البشر، والدافع إلى الابتكار، وما الذي يحدث عند إعلاء المشاعر، وماذا يفعل الكبت النفسي·
 
باختصار أقول: إن أمامنا هدفين أساسيين:
 
الهدف الأول : كيف ينشأ الحب في مشاعر الإنسان؟
 
الهدف الثاني: علاقة العواطف البشرية بألوان السلوك الإنساني المتعددة·
 
وبطبيعة الحال لا يمكن أن نوضح كلاً من الهدفين دون أن نلمس من بعيد تلك الأحداث التي تحدث في أعماق اللاوعي· لكننا لن ننسى أن الشباب كان يطلب أيضاً الفهم لمشاعره وأحاسيسه العاطفية والجسدية قبل ميلاد فرويد الذي تحدث عن اللاوعي· وكان الشباب يطلب ذلك من رجال الدين· وفي صفحات الدين الإسلامي الإيضاح الكثير والمتميز حول قواعد العلاقة بين الرجل والمرأة· ولم تكن المجتمعات المسلمة تعاني من هذا الالتباس الذي تعاني منه الحضارة المعاصرة، تلك الحضارة التي أخذت من تقاليد الحرمان الكثير ثم أطلقت سراح الغرائز دون ضوابط· فحرمان القرون الوسطى كان يعتبر الجنس إثماً كبيراً اللهم إلا إذا كان من أجل إنجاب الأطفال·
 
والحضارة المعاصرة أطلقت العنان للغرائز، وأباحت التمتع دون قدرة على تحمل مسؤولية السلوك· وانطلقت صيحات كتلك التي تثيرها الفتاة الأوروبية أو الأمريكية على اعتبار العلاقة بين الرجل والمرأة مسألة تتعلق بالغدد، دون أن تفرق هذه الفتاة بين الإنسان والحيوان· وانطلق من بعد ذلك أكثر من فيروس يهدد كل من يقترب من الممارسة العاطفية والجسدية اللامسؤولة، والتى تسعى إلى المتعة فقط·
 
ولذلك تمتلئ أعماق الأجيال الشابة بأسئلة تبحث عن الإجابة التي تساعد الإنسان على الحياة العاطفية والجسدية دون أن يتورط في بحار الضياع أو المرض·
 
ومن أجل أن نضع إجابات لتلك الأسئلة، تبدأ هذه الرحلة·

الصفحات