أنت هنا

قراءة كتاب مرافئ - إبحار في لغة الوجود وفكره

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مرافئ - إبحار في لغة الوجود وفكره

مرافئ - إبحار في لغة الوجود وفكره

"مرافئ - إبحار في لغة الوجود وفكره"، هذا الكتاب هو رحلة فكريّة بين السطور، نعبر بها محيطات وبحاراً، ونرسو دائماً في مرافئ تزوّدنا بالحياة والحرية والعدالة. وما بين مرفأ ومرفأ، نواجه عواصف وأنواءً فكرية تسكن وجداننا..

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
المرأة نهر الحياة
 
منذ بدء الخليقة والمرأة تلعب دوراً كبيراً في تطور المجتمع وتقدمه· وهي بطبيعتها الفطرية التي وجدت عليها، تمتلك الكثير من الطاقات التي تستطيع من خلالها أن تبدع كالرجل تماماً إذا ما أتيحت لها الفرص للانطلاق والعطاء·
 
ورغم كل القيود التي أحاطت بالمرأة عبر عصور التاريخ من أجل تحجيمها ووضعها في قالب واحد صمم خصيصاً للحد من انطلاقها وتفاعلها مع حركة الحياة، إلا أنها استطاعت ــ ولو بنسب متفاوتة بين شعوب العالم ــ أن تخرج من هذا الحصار لتعطي وتبدع وتقود في اتجاهات عديدة، علمية وأدبية وفنية وسياسية واجتماعية، والأمثلة على ذلك كثيرة·
 
على الصعيد العلمي نرى أن ماري كوري البولونية التي تركت بلدها لظروف سياسية واجتماعية قاسية، قد عملت كباحثة كيميائية في إحدى المختبرات العلمية في باريس واستطاعت فيما بعد أن تكتشف مادة اليورانيوم بطاقاتها الفكرية العلمية، وتقدمه إلى العالم باسم بولونيوم تخليداً لبلدها وأرضها التي نشأت عليها والتي فارقتها قسراً·
 
ولم تتوقف المرأة عند ماري كوري في البحث العلمي بل تابعت مسيرتها وخاضت في أبحاث الفضاء وفي الأبحاث الطبية، ثم صعدت القمر جنباً إلى جنب مع الرجل·
 
أما على الصعيد السياسي فقد لعبت المرأة دوراً مهماً في العالم العربي بل وفي العالم أجمع· فمن نافذة التاريخ نرى أن العديد من النساء استطعن ممارسة الحكم بجدارة، وإدارة شؤون الدولة بنجاح، نذكر منهم زنوبيا ملكة تدمر وشجرة الدر زوجة الملك الصالح التي حكمت مصر بعد مماته وأصبحت المرأة الوحيدة التي جلست على عرش الملوك· أما اليوم فقد أصبحت المرأة وزيرة ونائبة في كثير من الدول وبعضهن يحكمن دولاً بأسرها، مثل مارغريت تاتشر في بريطانيا وأنديرا غاندي في الهند وبندرنيكا في سيلان·
 
وفي الجانب الأدبي فإن العدد لا يحصى، حيث أن المرأة خاضت في بحر الأدب بالكلمة المبدعة والإحساس الصادق بالحياة والكون والواقع·
 
إن أشعار الخنساء ما زالت تتسلل لآذاننا عبر القرون البعيدة، كما ليلى الأخيلية، وسكينة بنت الحسين الأديبة والناقدة، وولادة بنت المستكفي·

الصفحات