أنت هنا

قراءة كتاب مرافئ - إبحار في لغة الوجود وفكره

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مرافئ - إبحار في لغة الوجود وفكره

مرافئ - إبحار في لغة الوجود وفكره

"مرافئ - إبحار في لغة الوجود وفكره"، هذا الكتاب هو رحلة فكريّة بين السطور، نعبر بها محيطات وبحاراً، ونرسو دائماً في مرافئ تزوّدنا بالحياة والحرية والعدالة. وما بين مرفأ ومرفأ، نواجه عواصف وأنواءً فكرية تسكن وجداننا..

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 9
ومحاولة منا للابتعاد عن الانغلاق حول أنفسنا خلف أبواب عالمنا الثقافي الضيق، وحتى لا نجهل المبادئ وقضايا الالتزام التي تسير عليها الشعوب وبعض المجتمعات في العالم، من أجل مد الجسور بين أفراد المجتمع الواحد، وحتى لا تنفرد فئة دون الأخرى ببث أفكارها، التي غالباً ما تكون محاولة لطمس الحقائق الواقعية وتمويهها، خاصة وأن العرب قد اعتادوا على عملية قلب الحقائق، فأصبحوا يتصورون الهزائم انتصارات، ليس فقط على الصعيد السياسي والصراع مع العدو، وإنما انسحب ذلك أيضاً على كافة القضايا الاجتماعية التي يعيشها الإنسان العربي· لذلك نراه مستكيناً أمام كل ما هو حاصل سياسياً واجتماعياً كنتيجة حتمية لقلب الحقائق·
 
وإذا عدنا إلى مؤتمرات المرأة العالمية علينا أن نذكر بعض الحقائق، فتلك المؤتمرات استطاعت أن تحقق الكثير لصالح المرأة في العالم، وهذا جيد لأن المرأة هي أساس بناء المجتمع· لكن بالنسبة للمرأة الفلسطينية ولقضية شعبها، نرى أن هذه المؤتمرات لم تستطع أن تحقق شيئاً، وهذه حقيقة علينا مواجهتها حتى نستطيع مقاومتها بدل القبول بها والاستكانة·
 
ففي المؤتمر الذي انعقد في نيروبي عام 1985 تقرر وضع مشكلة المرأة الفلسطينية ضمن مشاكل المرأة الخاصة في العالم والتي تتمثل في مشكلة الدعارة والبطالة· هكذا وضعت مشكلة المرأة الفلسطينية المناضلة التي تربي أجيالاً من شعبها الذي يقاوم العدو الغاشم، والتي تناضل منذ نصف قرن تقريباً لاسترداد حقها وحق شعبها السليب·
 
ولا أدري كيف شاركت المرأة الفلسطينية في الداخل، آنذاك في المؤتمر، مع أن المعروف أن الوفد النسائي الفلسطيني الذي كان سيشارك من داخل الأرض المحتلة، قد منع من الخروج من قبل السلطات الإسرائيلية· وكان أعضاء ذلك الوفد الذي منع هنّ: زهرة كمال، رئيسة عمل المرأة في الضفة الغربية المحتلة وكانت آنذاك، تواجه عقوبة الإقامة الجبرية لمدة طويلة·
 
سهام برغوثي، التي قضت عامين ونصف داخل السجون الإسرائيلية بسبب مخالفتها لقوانين الإقامة الجبرية المفروضة على غالبية الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة·
 
أمل وهدان وسميحة خليل، وهما عضوتان في لجنة عمل المرأة داخل الأرض المحتلة·
 
إلى جانب ذلك نرى أن إسرائيل فرضت على المؤتمرين إزالة اسم فلسطين التي تحمله معها الصحفية ناديا حجاب، واستبداله باسم الأردن أو الشرق الأوسط، حيث أصر المؤتمرون على عدم وجود اسم فلسطين في الخارطة الدولية·
 
أليست هذه مهزلة ! في أن نغيب وعي الشعب العربي والمرأة العربية عن الحقائق بهدف مقصود أو غير مقصود ! مما يتيح الفرصة لجميع الذين يسعون وراء السلام لمتابعة رحلتهم الممتعة على مآسي وآلام الشعب الفلسطيني، ومذابح الفكر والعقل العربي ؟ متى نكف عن قلب الحقائق، حتى نواجهها بقوة وبفعل مشترك يدفعنا لتغيير الواقع الذي يفرض علينا سياسياً وثقافياً واجتماعياً·؟
 
وفي النهاية يراودني قول لأندريه مالرو في روايته الأمل والذي جاء على لسان أحد أفراد سرب الطيارين الذين كانوا يحاربون الفاشية في إسبانيا، حيث يقول:
 
الصداقة ليست في أن تكون مع أصدقائك حينما تكون على حق، إنما حينما تكون معهم حتى ولو كانوا على خطأ· ويقصد هنا بالطبع المشاركة في حالة ورود الخطأ لتلافيه أو لمنعه·
 
1985-8-12

الصفحات