أنت هنا

قراءة كتاب مرافئ - إبحار في لغة الوجود وفكره

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مرافئ - إبحار في لغة الوجود وفكره

مرافئ - إبحار في لغة الوجود وفكره

"مرافئ - إبحار في لغة الوجود وفكره"، هذا الكتاب هو رحلة فكريّة بين السطور، نعبر بها محيطات وبحاراً، ونرسو دائماً في مرافئ تزوّدنا بالحياة والحرية والعدالة. وما بين مرفأ ومرفأ، نواجه عواصف وأنواءً فكرية تسكن وجداننا..

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 10
مجنون الأمل
 
هموم الإنسان وصراعه الأبدي والتطلع إلى الحرية والإرادة الحرة، هي قضايا لازمته منذ القدم رغم الشقاء الذي يتبع هذا البحث الدؤوب· حيث نرى أن تلك التجارب التي سجلها التاريخ البشري ما زالت تتكرر في عصرنا· لذلك فإن ألبير كامو يقول: لقد كان في الشقاء شيء من التجريد والوهم، ولكن عندما يشرع التجريد في قتلك، يتحتم عليك أن تنتبه إليه
 
قول كامو هذا يدفعنا للحديث عن تجربة عبداللطيف اللعبي في كتابه مجنون الأمل، وهو رواية كتبها عن تجربة إنسانية خاصة، لكن من الممكن أن يعيشها كثير من الناس وفي كل يوم·
 
تتمحور الرواية حول ثلاث مراكز أساسية في حياة الإنسان، وهي: السجن، المجتمع، والمرأة· وقد كتب اللعبي روايته وهو في أشد حالات العزلة، فأعطى انطباعاً أن الفكرة التجريدية عن الإنسان ترقى به إلى نقطة يكون فيها إنساناً في أقسى حالات عزلته·
 
ولست هنا بصدد كتابة دراسة عن رواية مجنون الأمل، إنما سوف أتكلم عنها في سياق ما سأقوله عن القصة في الوطن العربي، خاصة وأننا نرى الكثير ممن يكتبون، يطرحون أنماطاً من الناس في قصصهم ورواياتهم وربما من واقعهم، وهم متورطون في عملية التلقين الذاتي بلذة خبيثة، ضمن إطار تناسيهم للحقائق·
 
لذلك نشعر ونحن نقرؤهم، بشيء بغيض سواء في المصطلح أو الموقف الإنساني الذي يخلقه الكاتب في قصصه من خلال شخصيات كرتونية، يسقطها على الواقع ليبرز أخلاقيات مصطنعة وأحداثاً مؤلمة، وكل ذلك بأصداء حادة لردود أفعال عقيمة تنبع من ثرثرة فردية ذاتية فارغة ومنزوعة الروح·
 
وهذه الفئة المتواجدة من كتاب القصة، تحاول إظهار الواقعية من خلال رؤيتها الخاصة، لتعرض تفاهات العالم ولتثبت وجهة نظرها المضادة لتجربة عبداللطيف اللعبي، بلغة جاهلة ومحرومة من استعمال جمالياتها الفنية·
 
ففي بعض تلك الأعمال القصصية نجد عبارات تطن طنيناً موحياً بحيلة مقصودة، لتمثيل إصابات تدفع بالقارئ إلى الشك في الحقيقة، وذلك بسبب إظهار الكاتب لمواقف مصورة بنشاط ذهني مخدوش، وفاقد للعمق الفكري، وللتحليل وللرؤية المجنحة، مما يسبب بالتالي انحطاط وسقوط الذوق الإنساني العام الذي يجب أن ينظر بسمو إلى كل كلمة تصدر عن كاتب· والإنسان أياً كان يود من قراءته للقصة أو الرواية، إلى جانب حبه للمعرفة، أن تمنحه تلك الكلمات التي اختارها حرية النشاط الفكري والمشاعر الروحية، والأمل داخل قسوة هذا العالم·
 
أما بالنسبة للخيال، تلك القضية الموازية للقضية الواقعية في الكتابة، فإننا نرى البعض يعرض الواقع بأسلوب خيالي بعيد كل البعد عن الحقيقة، ذلك الذي يفقده واقعه، وينطلق من نظرة خاصة لا تغير الحقائق في شيء لأنها تنبع من خيال ضيق، ذلك الذي يضفي على الحدث الذي يتعامل معه، كل ما هو بعيد عن الحقيقة التي تصدر من واقع مجتمع يجب أن يكون هو جزءاً فاعلاً فيه·

الصفحات