أنت هنا

قراءة كتاب عبد الرحمن البزاز - أول رئيس وزراء مدني في العراق الجمهوري

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عبد الرحمن البزاز - أول رئيس وزراء مدني في العراق الجمهوري

عبد الرحمن البزاز - أول رئيس وزراء مدني في العراق الجمهوري

إن رحلة البحث عن حياة البزاز ومسيرته ليست سهلة، ولكنها في الوقت نفسه ليست صعبة، خاصة بعد أن اتسعت في الأوساط السياسية والصحفية والتاريخية موجة المذكرات الشخصية التي تساعد الباحث في مهمته.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7
وفي اليوم التالي اصدر البزاز امرا بتشكيل لجنة لتحري الحقاق للكشف عن المخالفات والتصرفات غير القانونية التي يقوم بها الاشخاص والمسؤولون من ذوي النفع العام ·
 
وتألفت اللجنة برئاسة محكمة التمييز وعضوية احد القضاة والمدير العام للاوقاف وتقوم اللجنة بالتحقيق في القضايا التي يحيلها رئيس الوزراء وتقدم توصياتها اليه لاتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة بشأنها ·
 
كان عبد الرحمن البزاز شخصية قومية ورجل قانون بل انه كان رجلا فذا عظيما من نوابغ العلم واساطين القانون وفقهاء الدستور وجهابذة الدبلوماسية عراقيا عربيا وشخصية دولية مفاوضا ممتازا ومحدثا ساحرا ذكيا لبقا ظريفا يجمع بين المرونة والبساطة والتواضع والوداعة وبين الصلابة والاعتداد بالنفس وبالاصالة والعلم والثقافة والمركز المرموق· يقول عنه احمد الحبوبي في كتابه(اشخاص كما عرفتهم(كان عبد الرحمن البزاز ذا خلق رفيع عف اللسان لا يستغيب احدا ولا يرضى ان يستغاب احد في مجلسه، طويل البال، يسيطر على اعصابه، واسع الاطلاع خاصة في الشريعة الاسلامية، صادق التدين، كثير الاعتداد بنفسه إلى الحد الذي يعتبره البعض تعاليا لذا كانت صداقاته قليلة ونادرة وعلاقاته محدودة، رغم مظهره الدال على الصلابة الا انه يخفي في جانحيه خوفا ورعبا من المرض والموت يحاول ان يداريهما باللامبالاة والتماسك ·· رحمه الله)·
 
كان البزاز يعرف قدر نفسه ولا يتدخل في امور ليست من اختصاصه وفي محاضرة له بعنوان (التحديات التي تواجه امتنا العربية) والتي القاها امام طلبة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بغداد قال (ان في القومية العربية من حيث اللغة هذا المعنى انها تجاوب لاستفزاز خارجي والقول في العربية كما يعرف اللغويون والادباء· وقد لا يكون من حقي ان اتحدث في اللغة- والادب وبين شهود هذا الحفل الاستاذة الجليلة الدكتورة سهير القلماوي التي ابت بالرغم من زيارتها الخاطفة لبغداد الا ان تشرف هذه الكلية وتشرفني بالاستماع إلى هذه المحاضرة) ونظرا للمكانة القومية المرموقة التي كان يتمتع بها البزاز اضافة إلى الخبرة القانونية فقد اعلن السيد عبد الله الاصنج احد قادة الحركة العمالية في جنوب اليمن وزعيم حزب الشعب الاشتراكي وزعيم جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل سابقا في تصريح له في القاهرة يوم 11/8/5 6 9 1 قال فيه(··· ان منظمة تحرير جنوب اليمن المحتل تريد استعارة خدمات البزاز السفير العراقي في لندن لمدة شهر بحيث يستطيع السفر إلى عدن وتقديم مشورة دستورية وقانونية للمنظمة)· للبزاز مواقف صلبة ظهرت ابان العدوان الثلاثي على مصر عام 6 5 9 1 حينما رفع وكان يومئذ عميدا لكلية الحقوق مع مجموعة من اساتذة الجامعة بينهم الدكتور جابر عمر والدكتور فيصل الوائلي والدكتور محمد علي البصام مذكرة إلى الملك فيصل الثاني يشجبون فيها العدوان الثلاثي على مصر وينددون بموقف الحكومة العراقية الذي وصفوه بالمتخاذل ازاء العدوان· وكان نتيجة هذا الموقف القومي الشجاع ان فصلوا من الجامعة وحددت اقامتهم الجبرية في مدينة تكريت (0 8 1 كيلومتر شمال بغداد)· وقد جاء في المذكرة ما يلي (نحن فريق من ابناء هذا الشعب من رجال التعليم العالي خاصة نرفع لمقامكم السامي هذه العريضة يحدونا إلى ذلك شعور عميق بالتبعات الجسام الملقاة على عواتقنا في هذه امرحلة العصيبة من تاريخ امتنا ويدفعنا إلى سلوك هذا المسلك اخلاصنا الشامل واعتزازنا بمهمتنا التعليمية وجدنا انفسنا ملزمين بولوج هذا الباب حين سدت علينا وعلى الشعب بمجموعه الطرق الديمقراطية المفتحة امام امثالنا في الامم الاخرى من احزاب سياسية ومنظمات نقابية وحرفية ومؤسسات عامة وصحافة حرة وحياة نيابية سليمة تعكس حال الامة وتعبر عن مشاعرها في كل الاحوال وتكون متنفسا امينا يحول دون الكبت الذي لا يؤدي في النتيجة - مهما طال مداه - الا إلى الانفجار)·
 
وجاء في المذكرة (ان فريقا كبيرا من رجال التعليم في المعاهد العالية لم يعودوا قادرين على اداء رسالتهم الفكرية في التوجيه والاسهام في بناء هذه الامة وقد اصبحوا حائرين في تحديد نوع الاتجاه الذي يرسمونه فهم يصطدمون بالواقع الذي يقوم عليه كل يوم دليل والذي يسعى اليه فريق من المسؤولين فيما يبدو في جعل العراق قطرا معزولا عن بقية اجزاء الوطن العربي لا يتحسس بمشاعره ولا يتجاوب مع ما يرن في اجوائه)·
 
وقالت المذكرة (ويؤسفنا يا صاحب الجلالة ان نسجل ان الشعور القومي الصحيح لم يزل ضعيفا وغير موجه وتقع تبعة ذلك على المسؤولين عن سياستنا العامة فشكوكهم المغالي فيها من الطلاب والفئات المثقفة ومحاربتهم لكل اوجه النشاط في فترات طويلة وتجميد كافة الفعاليات ادى إلى هذه النتيجة المؤلمة)·
 
وقدم البزاز وزملاؤه مقترحات لتفادي السوء الذي يستشري حسبما جاء في المذكرة وهي :
 
1- اسباغ الحرمة اللازمة على المعاهد العالية ورجال التعليم ومنع حدوث ما وقع من بعض الحوادث المؤلمة في بعض الكليات من قبل رجال الشرطة مما يثير الاشمئزاز في نفوس الطلاب والاساتذة والمجتمع كله·
 
2- ضمان الحرية الفكرية لرجال التعليم العالي في نطاق ما هو جار في العالم في الحدود المعقولة وفسح المجال امامهم للعمل وفق شعورهم القومي ·
 
3- فسح المجال اللازم لنشاط الطلاب داخل الكليات تحت اشراف الاساتذة مع الرقابة الموجهة المعقولة وادخال نظام الفتوة وجعل الخدمة العسكرية بشكل يزيل ما استقر في اذهان البعض منهم من انها بمثابة العقوبة لهم وللحد من حرياتهم وحمايتهم من الاساليب التي تحطم الخلق الرفيع وخاصة شيوع الشرطة السرية فيما بينهم ·
 
4- اطلاق سراح الموقوفين من الطلاب والطالبات بسبب التظاهر من اجل قومية عامة يحس الناس جميعا بها·
 
5- اجراء تحقيق سريع وعادل مع الذين اساءوا إلى بعض رجال التعليم وانتهكوا حرمة المعاهد ومنع التحدي والاستفزاز الذي تقوم به الشرطة في حراستها للمعاهد العالية مدججة بالسلاح ·
 
6- الاسراع في اتخاذ الخطوات العملية لتنفيذ قانون الجامعة وتحقيق الحياة الجامعية واعداد ما يلزم لذلك فقد اخذت الشكوك في عدم جدية السير بموضوع الجامعة والحرص على تجميد الوضع الراهن وتقوى في نفوس الكثيرين منا·
 
7- ان تعطيل الدراسة لامد غير مسمى مظهر سلبي ودليل على فقدان الخطة الايجابية وفيها تبديد لاعز الثروات - اننا نرى ان من الواجب تعبئة طلاب المدارس العالية واعدادهم بالاضافة إلى الدراسة - إلى شتى المسائل لمجابهة الاخطار الداهمة التي تهددنا من اسرائيل وحلفائها الذين اوجدوها ولم يزالوا يمدونها بكل اسباب القوة للتمادي في بطشها وعدوانها ·

الصفحات