إن رحلة البحث عن حياة البزاز ومسيرته ليست سهلة، ولكنها في الوقت نفسه ليست صعبة، خاصة بعد أن اتسعت في الأوساط السياسية والصحفية والتاريخية موجة المذكرات الشخصية التي تساعد الباحث في مهمته.
أنت هنا
قراءة كتاب عبد الرحمن البزاز - أول رئيس وزراء مدني في العراق الجمهوري
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

عبد الرحمن البزاز - أول رئيس وزراء مدني في العراق الجمهوري
الصفحة رقم: 8
وختاما - يا صاحب الجلالة - نود ان نعلن لجلالتكم ان الفئة المثقفة وخاصة من رجال التعليم يكونون جزءا مهما من هذا الشعب ولكنهم يشعرون انهم لم ينالوا العناية الكافية ولم تحاول السلطات الافادة منهم كما يجب ان تستفيد بل لم تحاول الاستنارة بارائهم في المسائل الجوهرية المتصلة بمسلكهم)·
وفي اواخر عهد الرئيس عبد الرحمن عارف وحكومة الفريق طاهر يحيى وحينما تدهور الوضع السياسي نتيجة الضغوط التي تعرض النظام لها عقب الاجراءات الاقتصادية المعادية لشركات النفط الاجنبية في العراق فقد قدم البزاز مع مجموعة من المفكرين العراقيين رسالة إلى الرئيس عارف والفريق يحيى في 27/21/7 6 9 1 يحذرون فيها من تفاقم خطر الوضع القائم في العراق ويطالبون بتأليف وزارة انتقالية تعمل على فترة الانتقال المنصوص عليها في الدستور المؤقت واقامة حكم ديمقراطي نيابي وانهاء الازمة الخطيرة والتأزم النفسي الشديد الذي يعانيه الشعب· وفيما يلي نص الرسالة التي تحمل 22 توقيعا بينها توقيع البزاز :
تحية طيبة
انطلاقا من هذا الشهر المبارك الذي ترنو فيه النفوس وتتسامى واتباعا لقوله تعالى (ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واستجابة لمطالب شعبنا ورعاية لحقوقه نرى لزاما علينا نحن فريق من اتباع هذا الشعب ممن يعرف احواله ويتجاوب مع الكثرة الكاثرة من ابنائه ان نصارحكم بامور تتعلق بحقيقة الاوضاع القائمة والمشكلات الاساسية التي تتطلب الحل العاجل والدين النصيحة الافتقار إلى السند الشعبي ·
يمر العراق اليوم كما تمر الامة العربية كلها بمرحلة من ادق المراحل واصعبها فلقد تعرضنا لهوان ما بعده هوان بعد نكسة حزيران التي كان من اسبابها الرئيسة افتقار انظمة الحكم في عدد من الدول العربية السند الشعبي الذي لاغنى عنه في اية معركة مصيرية كالتي خاضتها الامة العربية دفاعا عن حقوقها وكيانها ووجودها ·
وقد كان من اضرار فردية الحكم هذه ان جانبنا كبيرا حتى الرأي العام العالمي لم يتجاوب مع الامة العربية بما يتناسب وعدالة قضيتنا في هذه المعركة المصيرية الخطيرة وبينما نجد ان بعض الدول العربية الشقيقة قد اخذت تراجع نفسها بجرأة في بعض الاسس التي قامت عليها انظمة حكمها نجد العراق اليوم معني في هذه السياسة الشاذة حتى بدا ان الظاهرة التي يمتاز بها الحكم القائم هو القضاء على كل ما تبقى من مفاهيم الحكم الدستوري في البلاد خلافا لكل القيم الديمقراطية وقد تناست بيان الثورة الاولى الذي وعد الشعب بان الثورة انما قامت لكي تمهد الطريق امام قيام حكومة تنبثق عن الشعب وتعمل بوحي منه·
كما ان هذه السياسة الشاذة تكون خروجا على الدستور المؤقت الذي اعلن في 28/7/8 5 9 1 والذي وعد الشعب بالاسراع في تشريع الدستور الدائم باستفتاء يعرب فيه الشعب بحرية تامة عن رأيه باسلوب الحكم الديمقراطي الذي يختاره لنفسه كما نص الدستور المؤقت نفسه على تحقيق سياسة الشعب والعمل على منع اغتصابها ضمان حقوق المواطنين وصيانتها ·
لقد جاء الدستور المؤقت لسنة 4 6 9 1 مؤكدا لها في نصوصه وفحواه والذي حدد فترة الانتقال التي كان يرجو الا يطول امرها حيث يوضع دستور البلاد الدائم أن تكون الكلمة الاخيرة فيه للشعب ·
الوضع الحاضر
واليوم وقد انقضى نحو من عشرة اعوام هالنا الوضع الذي صارت اليه شؤون هذا الوطن وروعنا الاخلال المتزايد باستقراره وساءنا ما نشهده من تردي اوضاع الحكم وضعف الشعور بالمسؤولية مما ادى إلى تدني الادارة الحكومية وارتباك اجهزة الدولة نتيجة للاوضاع الشاذة التي سبقت الاشارة اليها بالاضافة إلى تهديد المواطنين بارزاقهم وموارد عيشهم وابعاد عدد من اكفاء الموظفين واحلال المحسوبين والمتحزبين محلهم بالاضافة إلى القضاء على حرية الصحافة ومخالفة نصوص الدستور المؤقت وروحه بشكل واضح وصريح ·
ان الاوضاع التي ضج الشعب منها بامر الشكوى والفساد الذي اخذ يستشري يوما بعد يوم والتمادي في تجاهل مصالح الشعب وحقوقه الاساسية من شأنه ان يؤدي إلى احداث لا تحمد مغبتها ما لم يتدارك الامر وينظر مطالب الشعب الاساسية بجد واهتمام تامين·