إن رحلة البحث عن حياة البزاز ومسيرته ليست سهلة، ولكنها في الوقت نفسه ليست صعبة، خاصة بعد أن اتسعت في الأوساط السياسية والصحفية والتاريخية موجة المذكرات الشخصية التي تساعد الباحث في مهمته.
أنت هنا
قراءة كتاب عبد الرحمن البزاز - أول رئيس وزراء مدني في العراق الجمهوري
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

عبد الرحمن البزاز - أول رئيس وزراء مدني في العراق الجمهوري
الصفحة رقم: 9
الاهداف الاساسية
ونرى ان الاهداف الاساسية يكمن اجمالها بما يلي :
1- تحقيق الوحدة الوطنية التي هي المنطلق الطبيعي لاية وحدة اشمل لا بالفعل وبالقول المجرد ولا يتأتى ذلك الا باحكام مبدأ سيادة القانون والقضاء على اسباب الفرقة والتمايز والتعصب والنظر إلى الشعب كله نظرة واحدة بغض النظر عن معتقدات افراده واصولهم ومسالكهم وجعل مغانم هذا الوطن لهم كلهم كما تكون عليهم مغارمه وتنفيذ بيان 29 حزيران 6 6 9 1 نصا وروحا بصورة كاملة وباسرع وقت مستطاع ·
2- الاستمرار في العناية بالجيش من كل الوجوه وتعزيز قياداته بالاكفاء من الضباط الذين ادت ظروف الماضي إلى تركهم الجيش حينما تكون الحاجة إلى خبراتهم اشد ما تكون اليوم· ونحن نقارع خصما شرسا كما يجب العمل بدأب على تخليص الجيش من شؤون الامن الداخلي ليتفرغ لمهمته الاصلية الكبرى ويستعد لها الاستعداد اللازم ليحقق اخر الامر للعراق الامن التام والاحترام الدولي ويمكنه من الاسهام في معركة العرب الكبرى في فلسطين ·
3- وما من شك في ان تحقيق الهدفين المشار اليهما اعلاه من شأنه ان يمهد الطريق للسير بالبلاد حثيثا لانهاء فترة الانتقال التي طال امدها وتشريع قانون جديد الانتخابات يضمن حرية الانتخاب المباشر ويعبر وبصدق عن ارادة الشعب الحرة لانتخاب مجلس تأسيسي يضع الدستور الدائم الذي يجب ان تصان فيه الحريات العامة بصورة جلية لتقدم اسس الحياة الديمقراطية السليمة في هذا الوطن ·
4- وضع قانون لمحاسبة الذين اثروا على حساب الشعب باية كيفية كانت (قانون من اين لك هذا) وذلك لصيانة الاموال العامة ووضع حد للعبث والاستغلال والتحزب والاختلاس ·
5 - اتباع سياسة واضحة المعالم في علاقاتنا العربية والخارجية بحيث يكون للعراق دوره الفعال بما يتناسب مع مطامحه وطاقاته وبذلك يظهر وجه العراق الحقيقي في السياسة الدولية وفي المجال العربي وفي كل المؤتمرات والاجتماعات واللقاءات ويستطيع العمل بصورة جدية لتحقيق وحدة الامة العربية ·
6 - اتباع سياسة مالية سليمة والغاء الضرائب عن غير القادرين على دفعها وتخفيف الاعباء عن كاهل صغار الموظفين واصحاب الدخل المحدود من العمال والفلاحين وضمان مكاسبهم وايجاد موارد حقيقية للدولة من ثروات البلاد الطبيعية وتمكين الشعب من الاطلاع علي ما يجري بهذا الشأن بصورة جلية كاملة والاستنارة باراء ذوي الخبرة كافة وتحقيق مبادىء العدالة الاجتماعية على اساس من سياسة اقتصادية رشيدة·
وزارة انتقالية
ونود في الختام ان نؤكد لكم ايها السيد الرئيس ان النهوض بهذه المهام الجسام لا يتأتى الا عن طريق وزارة انتقالية تعمل على انهاء فترة الانتقال والعمل على اقامة حكم ديمقراطي نيابي وانهاء الازمة الخطيرة والتأزم النفسي الشديد الذي يحسه الشعب وتفاديا للهزات والفتن التي لن تصيب الذين ظلموا منا خاصة·
والسلام على من القى السمع وهو شهيد
التواقيع
الدكتور عبد الرحمن البزاز· طالب مشتاق· الحاج نعمان العاني· سلمان الصفواني· الدكتور عبد الحميد الهلالي· الدكتور سليم النعيمي· الدكتور احمد كمال عارف· الدكتور علي الصافي· السيد مظهر العزاوي· الدكتور خالد الهاشمي· نجيب الصائغ· السيد حسين جميل· عامر حسامي· احمد عدنان حافظ· شاكر ماهر المحامي· حسن عباس الربيعي· نور الدين الواعظ· ابراهيم الراوي· فائق السامرائي· عبد اللطيف البدري· حسن الثامر· شكري صالح زكي·
وفي كتاب البزاز (صفحات من الامس القريب· ثورة العراق هل كانت حتمية) كتب معظم فصوله في اواخر عام 6 5 9 1 كما يقول في مقدمة الكتاب(كتبت معظم فصـول الكتاب وانا مقيـد الحرية في مـوقف شرطـة (بغداد الجديدة) أو في مدينتي (بنجوين) و(تكريت) اذ فيها تحددت اقامتي مع فريق من زملائي من رجال التعليم العالي، وكان ذلك في الفترة التي كان نفوذ (العهد السعيدي) في العراق قد بلغ خلالها ذروته· فقد كان حلف بغداد لم يزل قويا فعالا وكانت الملكية في العراق تبدو مستقرة ثابتة· وكان في البلاد شيء من الرفاه النسبي· وكانت دول الغرب تعتقد ان الازمة الشديدة التي تعرض لها الحكم في العراق، بسبب حرب السويس، والعدوان الثلاثي على مصر، قد مرت بسلام وان (الرجل الحديدي) هكذا كانوا يلقبون نوري السعيد صحفهم ومجلاتهم- قد وفق لاقرار السكينة، واعادة النظام على الوجه الامثل الذي يودون) ص5 ·
تم توقيف البزاز مع عدد من اساتذة الجامعة بامر من قائد القوات حسب احكام المادة الاولى من ذيل قانون العقوبات البغدادي رقم 15 لسنة 8 3 9 1 المتعلقة بالشيوعية وكذلك المادة السادسة من الباب الثاني عشر المتعلق بامن الدولة الداخلي وهذه المادة تعاقب كل من يقوم بعمل من شانه الاخلال بالراحة العامة واضعاف الحكومة أو تقوية نفوذ الاجنبي· وبذلك وجهت للبزاز ورفاقه (تهمتين خطيرتين) هما الترويج للشيوعية والعمل على اقلاق الراحة العامة واضعاف الحكومة· كما وجهت للبزاز اثناء التحقيق تهمة التقصير في عمله عميدا لكلية الحقوق فلم يتخذ اجراءات لمنع اضرابات الطلاب بشان الجزائر ومن اجل مصر ولم يساعد على كشف المحرضين والقائمين بتلك النشاطات في الكلية· ويتحدث البزاز عن هاتين التهمتين فيقول (وعلى الرغم من شعوري العميق ببطلان هاتين التهمتين وتهافت ادلتهما وعلى الرغم من اجوبتي الصريحة القوية في التحقيق فقد احسست بشيء من الالم ذلك انني لم اكن اتصور ان شخصا أو اية جهة رسمية يتجرأ علي يوما ما فيتهمني ولو لمجرد الاتهام بالشيوعية وذلك لان سلوكي وعقائدي وارائي واوجه نشاطي الفكرية والاجتماعية واضحة كل الوضوح وهي في جوهرها قومية اصلاحية تجددية) المصدر نفسه ص27 ·