أنت هنا

قراءة كتاب مكبث

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مكبث

مكبث

ان مسرحية "مكبث" للكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير والتي ترجمها إلى العربية د. ازهر سليمان، تمثل في ظني الزخم الشكسبيري الثر؛ الكلمة والجملة هما الفكرة، والفكرة هى اللغة.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5
ومن الجدير بالذكر ان كل الصور الشعرية لمكبث هي رغبات هائمة تبحث عن دواء وكلها توق الى الراحة والاستقرار مما يعطي انطباعا عميقا لدينا على مدى شوق وتلهف مكبث صوب السكينة وراحة البال من عناء التعب والصراع الذهنـي المضطرم في عقله وجسده وروحه جراء جريمتـه.
 
ومن الصور الدرامية الرائعة والتي تلتصق بالذاكرة تكمن في تصوير اغتراب مكبث وزوجته ، ذلك الاغتراب الذي يأخذ بعدين: سايكولوجيا وحسيا. لقد امتزجت عناصر الاغتراب مع الحدث امتزاجا دراميا يصعب فصله الى الحد الذي انه لو تم فصله وعزله عن الحدث ذاته لفقدت الشخصية مبرر وجودها ولفقد الحدث عنصرا مهما الا وهو الشخصية المكونة له.
 
يمثل حرمان مكبث من نعمة النوم جزاء لما ارتكبه بحق الملك قتله نائما بسلام قمة الاغتراب الساكولوجي. يمثل النوم عند شكسبير حالة الاسترخاء التام والهدوء والاستقرار بعد كدح النهار. فتجرع مكبث ذات السم الذي سقاه لغيره، لن يعرف طعم النوم مادام قد أغتاله بخنجر الغدروصارت غفوة العين ولو لبرهة حلما لديه بعيد المنال. وظل مكبث يصارع الارق القاتل حتى مقتله. ولو تأملنا في مشهد اغتيال الملك لرأينا ان صوتا مجهولا يخترق سمع مكبث ينذره بعاقبة ما تجنيه يداه:
 
لقد خيّل الي اني سمعت صوتا يصيح:"لن تنام بعد الآن!
 
مكبق قد اغتال النوم"، النوم البرئ،
 
النوم الذي يحوك خيوط الهموم ببعضها،
 
النوم هذا الموت القصير اليومي، حماما بعد كدح،
 
بلسم العقول في اذاها، الطبق الثاني للطبيعة،
 
والطبق الرئيسي في مأدبة الحياة.
 
كما ان الليدي مكبث قد حرمت النوم فغربت عنه. فهي تمشي في نومها وتتحدث عن ادق تفاصيل الجريمة بشكل مباشر حينا وحينا بشكل رمزي. فصار النوم لها اسثناء واليقظة في النوم قاعدة. وبالتالي فهي لاتركن الى الراحة الجسدية والذهنية التي من المفترض ان يوفرها النوم للجسد.
 
ان مكبث بطبيعته التلقائية هو انسان يشده الخيال وتملؤه الشجاعة، لكن واقعه يدفعه الى منزلق الخطيئة. وبعد ارتكاب الجريمة يتداخل عنصرا الخير والشر بداخله في صراع اهوج يكاد يقوده الى الجنون، صراع بين مكبث الانسان ومكبث القاتل. ان الجريمة تحرمه وتغربه عن طبيعته الانسانية فيعيش ليكون وقودا لهذا اللهيب المدمر. فحينما يحاول مكبث ايجاد المبررات لقتل الملك لايجدها، وكل مايجده هو اسباب تدين وتردع هذه الجريمة.
 
تعصم الملك من امري عصمتان:
 
اولهما: انا قريبه ومن رعيته،
 
وكلاهما يردعاني عما انا فاعله، ثم اني انا مضيفه،
 
الذي ينبغي ان يوصد الباب في وجه قاتليه،
 
لا ان احمل الخنجر بنفسي. ناهيك ان دنكن هذا
 
حليم في ادارة دفة الحكم – فطهارته تدعو له
 
كالملائكة وتهتز الدنيا على
 
اللعنة العميقة لمصرعه.

الصفحات