أنت هنا
قراءة كتاب ترجمات من الشعر البلغاري المعاصر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
الشاعر والثائر والمحارب
خريستو بوتيف
(1848 – 1876)
بطل في الحرب وفي الشعر: عمّد شعره بدمه في عنفوان الشباب، فكان رمز عزة وكرامة، ومشعل حرية وانطلاق لقومه البلغاريين ولأقوام آخرين.
ذلك هو الشاعر البلغاري خريستو بوتيف.
هذا الشاعر البطل استأثر باهتمامي في دراستي للأدب المعاصر في بلغاريا، مثلما استأثر من قبله باهتمامي في دراستي للأدب المجري الشاعر والمحارب المجري البطل شاندور بيتوفي (1823 – 1849)، بطل تحرير المجر في القرن التاسع عشر، وكان بيتوفي هو السابق وبوتيف هو اللاحق: فقد ولد بوتيف قبل مصرع بيتوفي بسنة واحدة.
حتى في الاسم يتشابه الشاعران البطلان: (بيتوفي، وبوتيف) مثلما يتشابهان في الشعر الثائر والإنساني، وفي البطولة وحروب التحرير في بلديهما المتجاورين، لتحريرهما من النير الأجنبي – وكان يوماً هو النير العثماني عينه – وكلاهما جاء في القرن عينه – القرن التاسع عشر – وتحرر بلداهما في فترة متقاربة: فقد تحررت المجر عام 1876، وتحررت بلغاريا بعدها بعامين، أي عام 1878.
شاندور بيتوفي قاد معارك التحرير في عنفوان شبابه الباكر، وقاد معها حركة الشعر يلهب به النفوس، ويستثير همم الشبان للانخراط في حركة المقاومة الشعبية وحرب العصابات من أجل تحرير المجر، فكانت قصائده أغانيَ شعبية تمجد الحرية، وتدعو إلى الثورة المقدسة، وكان هو في مقدمة المقاتلين بالسلاح، لا بالكلمة وحدها، حتى سقط شهيداً والراية في يده في سهل شجشوار، وكان عمره ستة وعشرين عاماً فقط، ولكنه كان ولا يزال في التاريخ المجري بطل التحرير وشاعره. غير أن حرية المجر لم تتحقق إلا بعد مصرعه بثماني عشرة سنة، فقط سقط هو عام 1849.
ومثل بيتوفي في المجر، كذلك قاد خريستو بوتيف في بلغاريا حركة التحرر في عنفوان شبابه الباكر، وقاد معها حركة الشعر يلهب به النفوس، ويستثير همم الشبان للانخراط في حركة المقاومة وحرب العصابات من أجل تحرير بلغاريا، فكانت قصائده أغاني شعبية تمجّد الثورة والحرية. وقد سقط في ميدان القتال، على جبل فولا، وعمره ثمانية وعشرون عاماً فقط. ولم تتحقق حرية بلغاريا إلا بعد مصرعه بعامين، فقط سقط هو عام 1876.
بيتوفي كان يتغنى في شعره بالحرية، وبالمعارك الدامية في حرب التحرير، ويتنبأ بمصرعه في سبيل الوطن، مفاخراً بهذه الميتة الشريفة المقدسة. ومثله كان بوتيف في بلغاريا، يتغنى بالحرية في شعره، ويمجد المعارك الدامية في سبيل تحرير بلغاريا، ويتنبأ بمصرعه في ميدان القتال من أجل بلده، مفاخراً بهذه الميتة الشريفة.