أنت هنا
قراءة كتاب ترجمات من الشعر البلغاري المعاصر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
ثم سقط الشاب الثائر فاسيل ليفسكي، زميل بوتيف ورفيقه العزيز، أسيراً في أيدي الأتراك: سقط بفعل الغدر والخيانة وهو على رأس رجاله في (كوكرينا) في 26 ديسمبر 1872، وقدم للمحاكمة في صوفيا. وعلى الرغم من التحقيق المضني والإرهاب والتعذيب، فقد وقف شامخ الرأس، ثابت الجنان، وأبى أن يبوح بسر من أسرار رفاقه الثائرين، والمنظمات السرية الثورية. فصدر الحكم بإعدامه. وفي السادس من شباط 1873 التف حبل المشنقة حول عنق (رسول الحرية) –كما يدعوه قومه البلغاريون – خارج مدينة صوفيا، وكان عمره ستة وثلاثين عاماً.
وفي هذا كتب صديقه بوتيف قصيدة حزينة يرثيه بها، عنوانها: (شنق فاسيل ليفسكي)، نترجمها عن الإنجليزية أيضاً، من مجلة (أويزور) المتقدم ذكرها، وهي:
إيه يا أم، يا أرض مولدي!
لماذا تبكين بكل هذه المرارة والحزن؟
وأنت أيها الغراب الأسفع الرهيب والطائر الكريه
على قبر من تنعق بهذا الشكل المثير للاشمئزاز؟
إنك تبكين، يا أم – وأنا أعرف ذلك جيداً
لأنك مستعبدة، وتكدحين جاهدة من أجل القليل
ولأن صوتك الصافي، يا أم، يروي محنتك،
وهو صوت لا أمل له، لأنه صراخ في الفقر
***
ابك، فهناك على مقربة صوفيا
ترتفع مشنقة سوداء رهيبة
إن أفضل أبنائك، يا بلغاريا، هناك
يتدلى من المشنقة ثقيلاً ثقيلاً.