تبنى الدكتور محمد جابر الانصاري مشروعاً فكرياً وثقافياً بالغ الاهمية ، يتمثل في دراسة البنيتين الذهنية والمجتمعية للواقع العربي ، وهو المشروع الذي نال اهتمام النخب المثقفة في العالم العربي ، واخذ يبرز على صدر صفحات الصحف الكثير من المقالات والدراسات التي تن
أنت هنا
قراءة كتاب الدكتور محمد جابر الأنصاري - المفكر والأفكار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الدكتور محمد جابر الأنصاري - المفكر والأفكار
الصفحة رقم: 4
النشأة :
ولد الدكتور محمد جابر الأنصاري في مدينة المحرق عام 1939م· وكان والده من أوائل العاملين في صناعة النفط بالبحرين - أي منذ عام 1934م بعد أن كان منشغلا بأعمال البحر في الخليج العربي، حيث كان البحر مصدر الرزق الرئيسي لأبناء البحرين في فترة ما قبل النفط·
كان لمدينة المحرق أثرها الكبير في نشأته، فهي محطته الأولى في رحلته·· في هذا الكون وقد أضافت له قيماً كثيرة، كما أن الكثير من القيم والمكونات التي تسكن داخل نفسه حالياً أساسها المحرق، بخاصة وأنها كانت العاصمة الثقافية للبحرين في العقود الأولى من القرن العشرين· فقد تأسس فيها أول منتدى ثقافي وأول مكتبة خاصة وذلك بمجلس الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة· كما تأسست بها أول مدرسة نظامية في عام 1919م وهي مدرسة الهداية الخليفية التي خرجت العديد من رواد الصحافة والكتابة فيما بعد·
والمحرق كما يتذكرها الدكتور الأنصاري تتمتع بجو متميز، فيه نوع من التضامن الاجتماعي المرتبط بالحس العربي والقيم العربية النبيلة· وعلى الرغم من تفشي الأمية بين أفراد المجتمع البحريني في العقود الخمسة الأولى من القرن المنصرم، إلا أن أبناء البحرين بصورة عامة وأبناء المحرق بصورة خاصة كان لديهم حس قومي وتتبع للأحداث التي كانت تعصف بالعالم بصفة عامة والعالم العربي بصفة خاصة·
ففي المحرق كان الرجال يجلسون أمام الدكاكين ولم يكونوا متعلمين، أو ربما أنصاف متعلمين، غير أنه كان لديهم حس قومي، وحس سياسي واجتماعي· وكانوا يتحدثون في قضايا سياسية عالمية كأحداث الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء على دول المحور، ودور ألمانيا بقيادة هتلر في تدمير العديد من مدن القارة الأوروبية واحتلال الكثير من دولها·
وفي مطلع خمسينيات القرن المنصرم بدأ المد القومي يأخذ مجاله في مدينة المحرق، وأخذ الأهالي يتحدثون عن النضال والمعركة ضد الاستعمار الانجليزي، بعد تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي الذي تعرضت له مصر وبخاصة بورسعيد التي تعرضت إلى قصف شديد·