تبنى الدكتور محمد جابر الانصاري مشروعاً فكرياً وثقافياً بالغ الاهمية ، يتمثل في دراسة البنيتين الذهنية والمجتمعية للواقع العربي ، وهو المشروع الذي نال اهتمام النخب المثقفة في العالم العربي ، واخذ يبرز على صدر صفحات الصحف الكثير من المقالات والدراسات التي تن
أنت هنا
قراءة كتاب الدكتور محمد جابر الأنصاري - المفكر والأفكار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الدكتور محمد جابر الأنصاري - المفكر والأفكار
الصفحة رقم: 5
تعرف الدكتور الأنصاري على تلك الأحداث أثناء وجوده طالباً بمدرسة الهداية الخليفية، وهي المدرسة التي مثلت الاتجاه القومي والثقافي آنذاك، باعتبارها أول مؤسسة تعليمية حكومية تنشأ في البلاد، ما يعني أثر هذه الترسبات على مسيرة حياته الدراسية والعملية فيما بعد·
ويستذكر الأنصاري مضيفا : > ما إن نضج وعيي الوطني والعروبي نتيجة تلك التفاعلات حتى أدركت أن البحرين بكل مناطقها ومكوناتها بلد واحد·· بلد واحد من بلدان العروبة السمحة وعلينا أن ننظر إلى أدبها وثقافتها نظرة موحدة دون تجزئة، لذلك في تأريخي لماضي البحرين وحاضرها الأدبي والثقافي اعتبرت المحرق مكملا لبلاد القديم، وجدحفص مكملا للمحرق وكانت سعادتي باكتشاف الشيخ ميثم البحراني عظيمة باعتباره أبرز علماء الكلام والفلسفة ببلادي في العصور الإسلامية· وأعتز أنه بين أول أعلام البحرين الذين كتبت عنهم قبل أربعين سنة، ثم واصلت متابعتي لنتاجه في كل ما أقيم إحياء لفكره من ندوات سواء في البحرين أو خارجها· وكنت بصحبة معالي الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، عندما توجه وفد من علماء البحرين وباحثيها في عام 2007م إلى طهران للمشاركة في الندوة التي أقيمت هناك حول جوانب من فكر الشيخ ميثم البحراني كأبرز الشارحين لكتاب > نهج البلاغة<·
وأعتقد أن أية رؤية لأدب البحرين وثقافتها لا تلتزم بمثل هذه النظرة الشاملة، تعتبر رؤية ناقصة وقاصرة مصيرها الإخفاق والفشل، حيث لا يمكن تجزئة حقيقة الوطن الواحد والشعب الواحد في تعبيره عن مكنونه الوجداني ومعاناته الحياتية<·
دراسته في البحرين :
بدأ دراسته الأولى في الكتاتيب (أماكن تحفيظ القرآن الشعبية) حيث تعلم قراءة القرآن الكريم وحفظه، على يد (المطوّع)، وأمضى فترات بين سن السابعة والتاسعة فيها· وقد ساعده هذا الاقتراب المبكر من أسلوب القرآن الكريم على إجادة اللغة العربية، في دراسته النظامية فيما بعد، والتفوق في معظم المواد، وخاصة الاجتماعية والتاريخية، التي تعتبر إجادة العربية بها مدخلاً مهماً للتفوق فيها· أما المواد الرياضية والعلمية فلم يكن لديه ميل خاص إليها، وإن اعتنى بدراستها كجزء من تحصيله المدرسي·