أنت هنا

قراءة كتاب الدكتور محمد جابر الأنصاري - المفكر والأفكار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الدكتور محمد جابر الأنصاري - المفكر والأفكار

الدكتور محمد جابر الأنصاري - المفكر والأفكار

تبنى الدكتور محمد جابر الانصاري مشروعاً فكرياً وثقافياً بالغ الاهمية ، يتمثل في دراسة البنيتين الذهنية والمجتمعية للواقع العربي ، وهو المشروع الذي نال اهتمام النخب المثقفة في العالم العربي ، واخذ يبرز على صدر صفحات الصحف الكثير من المقالات والدراسات التي تن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7
شهد في مدرسة المنامة الثانوية الكثير من الأمور والأنشطة السياسية، ومنها مظاهرات ضد العدوان الثلاثي على بورسعيد في عام 1956م، وإعلان الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958م، وكان على وشك التخرج من الرابع ثانوي وهو تقسيم دراسي قديم يمثل ما قبل التوجيهي بسنة واحدة· وشارك أثناء دراسته الثانوية في خطب الصباح مع الدكتور غازي القصيبي، حيث كانا يتناوبان الخطابة وفق مواضيع يتم اختيارها بعناية تامة· وكانت مكتبة المدرسة الثانوية حافلة بالكتب والمراجع المهمة، وفيها تعرف إلى كتاب >فيض الخاطر< لأحمد أمين، المكون من عدة أجزاء جمعت بين دفتيها مقالاته الوجيزة التي مازال يعتبرها نماذج ممتازة للنثر العربي الجديد· فقد كانت من المختصر المفيد·
 
أنهى المرحلة الثانوية في عام 1958م، وكان ترتيبه الأول على المدرسة - أدبي وعلمي - ونال ما يزيد على 90%، وكان من حقه الذهاب إلى بريطانيا في بعثة دراسية على نفقة الحكومة، لكنه لم يكن يمتلك >الوساطة< القوية لذلك كون والده من عمال النفط، لذلك تم إرساله مع البقية ممن هم أقل معدلات منه إلى الجامعة الأمريكية ببيروت، وفي ذلك كما يقول الأنصاري: >كان ذلك من حظه<· فقد كانت بيروت مدينة حية عامرة بالفكر والاتجاهات السياسية والحياة، كما كانت الجامعة الأمريكية من أفضل مراكز التعليم في الشرق الأوسط من حيث المستوى الأكاديمي·
 
وفي حادثة تسترعى الانتباه في حياته الدراسية المبكرة، وهي أن تقدم لمسابقة مصرية في نقد بعض الكتب بالتنسيق مع إدارة التعليم في البحرين، ونال نتيجة ممتازة، فكان من حقه السفر إلى مصر لاستلام جائزته، لكن ذلك لم يحدث، فقد اعترض الإنجليز على سفره إلى القاهرة في أعوام المواجهة المصرية ضدهم· وتم السكوت تماماً عن هذه المسابقة والسفرة، وحرمانه من رؤية القاهرة واستلام الجائزة·
 
كان الأساتذة المصريون في المدرسة الثانوية يشجعونه على الدراسة في مصر، بخاصة وأن المؤتمر الإسلامي ومقره القاهرة يقدم منحات دراسية وبعثات بعد قيام ثورة يوليو في مصر· وقد استدعي من قبل بعض الأساتذة وفاتحوه في الذهاب لإكمال دراسته في القاهرة· وكان الأستاذ ياسين الشريف من أبناء فلسطين يدرس في الثانوية وأصبح فيما بعد سفير فلسطين في الدوحة، كان يهمه أن يدرس الأنصاري في الأزهر·
 
كان الأنصاري على صلة بالأستاذ ياسين الشريف فقد كان ومجموعة من الطلبة يناقشونه في الأمور الدينية، ووجدوه إسلاميا معتدلا وواسع الأفق· وكانوا يتناقشون معه بمنطق الشباب، ومنطق المد القومي آنذاك· وحاول مراراً ترغيب الأنصاري للدراسة في الأزهر، أما بقية الأساتذة المصريين فكان همهم أن يذهب إلى إحدى الجامعات في مصر·

الصفحات