رواية الدكتور موسى الأزرعي " ذيب الصالح " ذيب الصالح وهي ثلاثية صدر الجزء الأول منها في منتصف التسعينات؛ يبدو أن انهيار العالم الاشتراكي/المعادل الموضوعي للعالم الرأسمالي، خلف للشعوب ولحركات التحرر العالمية فراغاً كبيراً وشعوراً باليتم وإحباط على مستوى أحل
أنت هنا
قراءة كتاب ذيب الصالح
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
-2-
لا يذكر أحدٌ بالضبط متى حضرت المسز كلير إلى القرية، فبعضهم ذهب إلى أنّها تقيم في القرية منذ العام 1900 وبعضهم يقول إنّها جاءت بعد ذلك بعامين، أو ثلاثة. سكنت ما بين دار أرملة عايد ودار عيد أبو القردات .
وهب بطرس ذات ضحى على قرع خفيف لبوابة دارهم ليجد نفسه وجهًا لوجه مع المس كلير. سألها عن حاجتها بلسانه ويديه ورأسه إلى أن هرعت إليهما أمّه فقادتها إلى الداخل دون أيّ سؤال ولا كلمة واحدة، ما عدا كلمات الترحيب، والاعتذار عن فوضوية بطرس، فقد كانت تعرف سبب قدومها بعد أن أخبرها أبو القردات بذلك. وفوجئت أمّ بطرس بأنها استطاعت التفاهم مع كلير ولو بصعوبة. لم تكن الزيارة طويلة ولم تستغرق أكثر من عشر دقائق، مرت كدهر كامل على بطرس وهو ينتظر خروجها لمعرفة سبب هذه الزيارة. نظرت في عيني بدرة، واستأذنت بالانصراف، واعدة أنّها ستعود عندما تتلقّى خبرًا حول الحالة.
لم يعرف أحدٌ من أيّ ماء تشرب، ولكن القرية كانت على قناعة أنّها جاءت عن طريق عيد أبو القردات، فقد روى عايش أن طنبرًا توقف له وأشار له الحودي أن يركب على طريق ايدون، وفوجئ عندما دخل العربة المظللة أنّ هناك امرأة شقراء، أعطته ماء عندما لاحظت جفاف فمه، وسألته عن دار أبي القردات، فوعدها أن يوصلها إليه.
منذ أن عاد أبو القردات من يافا، أو من أمريكا، أو من جهنم مع ابنتيه، وهو يعظ بوعظ مسيحي مختلف عن وعظ كهنة الأرثوذكس والكاثوليك. وعندما قرع الأب فتيموس بابه ليسأله ما الأمر، أوضح أبو القردات أنّ الخلاف بين الكنيسة التي سيؤسسها في القرية ستختلف عن الكنيسة الكاثوليكية في قناعتها، وعندما سأله الأب فتيموس بلهجة أقرب ما تكون إلى الصراخ:
- وكيف؟
ردّ أبو القردات بلهجة رصينة: