في هذه المجموعة الخصبة بتفاعلات الذكورة والأنوثة، والإرادة والرَّغبة، تحمل ذكريات حرب قضية المرأة أساساً ركيزياً ومحرِّكاً للحدث القصصي، وهي بذلك تتوازى مضمونياً مع تراث هائل تناول تبخيس المرأة في تكسُّرها وتطوُّرها.
أنت هنا
قراءة كتاب سفر بلا غبار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
إسماعيل
* في تلك الليلة، نام على شهوته، واستيقظ قُبيل الفجر..
نشوة غريبة سرت في جسده، لم يسبق أن أحس بها منذ عام ونصف.
كثيرة أيامه، طويلة ساعاته، نهارات مملة، لياليه عجاف.. يلقي بجسده على سرير متهالك، يطيح به كلما حاول النوم...
هذا النهار كان مختلفاً، لمح ذلك في عينيها لأول مرة رغم محاولاته المستميتة للفت انتباهها..
وقف تحت صنبور الماء، تلذذ بملمسها، واستمتع بوشوشتها
ساعة مضت، تمدد في غرفته التي تحتوي على سرير وغاز صغير وتلفزيون 12 بوصة، غرفة سكنها كثيرون وغادروها..
"قد تأتي، رأيت هذا في عينيها .."
إبريق الشاي غلى، لفَ المنشفة على عُريه، وأشعل سيجارته من عين الغاز، وعيناه تتابعان الدخان بشغف حالم.
"ماذا تفعل الآن؟ ماذا تقول عني؟ انتابته قشعريرة طويلة ...
دقات خفيفة على الباب: "كأنها هي، تأتيني في قلب الليل ..."
صوت يناديه:
" إسماعيل، أَغلق ماتور المياه.. مش يفيض زي المرة اللي فاتت وانت نايم مثل البهايم..".
لمَا أحب زميلته أيام دراسته الجامعية، رحل والده عن العالم، ترك جُل أحلامه عند باب الكلية، ووافق على مشروع ابن خالته في السفر، لأجل والدته وأشقائه... ولقمة العيش ...
"أتحسس رائحة العطر في جسدها .. هي مختلفة ... لا تشعرني بضآلتي.. "