في هذه المجموعة الخصبة بتفاعلات الذكورة والأنوثة، والإرادة والرَّغبة، تحمل ذكريات حرب قضية المرأة أساساً ركيزياً ومحرِّكاً للحدث القصصي، وهي بذلك تتوازى مضمونياً مع تراث هائل تناول تبخيس المرأة في تكسُّرها وتطوُّرها.
أنت هنا
قراءة كتاب سفر بلا غبار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
اقترب صوتها: "إسماعيل ما تنسى تشوف الستالايت وتصلحو.. امبارح نمت بعد العصر، لأنه ما في ستالايت ولا أي شي نتسلى فيه.."
دنا أكثر مرتبكاً، حدقت في عينيه اللتين تحاولان التملص منها:
"ما تنسى بكيت السجائر.. بالأمس تفحصتك لأُذكرك. لكن الظاهر ناسي لـ "شو" انت في العمارة.."
في تلك الليلة... لم ينسَ قط .. لماذا هو هنا...؟!
حدث بيننا ما يحدث للآخرين!
* لم أحتمل ثورته في ذاك الحين، ولم أرغب في مناقشته. اتهاماته التي يلقيها جزافاً تخنقني، وعباراته المليئة بالتجريح والإهانات تثير حنقي، تركته في هيجانه كي لا تصل الأمور بيننا إلى ما لا أرغب فيه...
عدت إلى البيت مصمّمة على ألا أتنازل هذه المرة، نلت ما يكفيني من عذاب، أنا المسؤولة عنه بلا أدنى شك..
كثيرة هي الأمور العالقة بيننا، وخلافاتنا في الآونة الأخيرة أصبحت لا تطاق ...
في الشهر الماضي، تناولنا الغداء في أحد المطاعم، رآني زميل لي في العمل، قدّم تحيته، وشكرني على المعاملة التي أنجزتها له في وقت قصير، دعانا لتناول القهوة، رفضت بلباقة، مدركة أن موافقتي ستسبب مشكلة لا نهاية لها. عاد زميلي إلى زوجته، وبقيت ساعتين أعتذر له. خرج من المطعم موقناً أنني أنا التي دعوته إلى هذا المكان، وبقيت ألعق حزني على هذا اليوم التعس..