في هذه المجموعة الخصبة بتفاعلات الذكورة والأنوثة، والإرادة والرَّغبة، تحمل ذكريات حرب قضية المرأة أساساً ركيزياً ومحرِّكاً للحدث القصصي، وهي بذلك تتوازى مضمونياً مع تراث هائل تناول تبخيس المرأة في تكسُّرها وتطوُّرها.
أنت هنا
قراءة كتاب سفر بلا غبار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
"... لن أتصل أو أعتذر.. هو من عليه فعل ذلك، ولن أرضى بأقل من زيارة إلى مكتبي ليقدم أسفه.. ويقتل شكوكه، ويُسكت أوهامه الغبية. كم ينبغي علي أن أكون كما يريد هو، لا كما أريد أنا.."
بعد ليلة عقيمة من الانتظار، شربت كوباً من العصير، وارتديت ملابسي، و"الموبايل" أمامي في كل خطوة أقوم بها..
أدرت مفتاح السيارة، و"فيروز" تناديني.. "زعلي طول أنا وياك.. وسنين بقيت.. جرب فيهن أنا إنساك.. ما قدرت نسيت..."
"سنين.. مستحيل، تبالغ فيروز أحياناً.."
طريقي إلى عملي يجبرني أن أمر من الشارع الذي التقينا فيه قبل ثلاث سنوات.. كانت أحلى الصدف، اجتمعنا في مكتبة صغيرة على رأس الشارع، لأقتني تحفة ماركيز "الحب في زمن الكوليرا"، وبدوره كان يبحث عن روايته "مائة عام من العزلة".. تحدثنا قليلاً، واتفقنا أن نتبادل الروايتين ما دام كلٌ منا محتفظاً بواحدة.
مرت ثلاثة أرباع الساعة، لم أشعر بها، مد يده مصافحا، لمحت خاتماً في يده الأخرى.. ومرَت "آنا كارنينيا" في خاطري ...
ناداني قبل أن أصعد إلى سيارتي، ليعطيني الباقي الذي نسيته عند صاحب المكتبة، دعوته لاحتساء شاي أو قهوة كما يرغب في مكتبي، كنت واثقة من استجابته لي ..
في تلك الليلة، لُُمت نفسي، وعاهدتها ألا أخونها،
نحن متفقتان ألا نخوض في علاقة هي ليست لنا، لكن شيئاً في روحي استيقظ على غفلة.
"... يا الله ما زالت الأزمة في الشوارع مستمرة، ويتحدثون عن فتح شوارع جديدة وطرق وجسور، عمان كما هي.. أزمة لا تنتهي.."