في هذه المجموعة الخصبة بتفاعلات الذكورة والأنوثة، والإرادة والرَّغبة، تحمل ذكريات حرب قضية المرأة أساساً ركيزياً ومحرِّكاً للحدث القصصي، وهي بذلك تتوازى مضمونياً مع تراث هائل تناول تبخيس المرأة في تكسُّرها وتطوُّرها.
أنت هنا
قراءة كتاب سفر بلا غبار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
رنة هاتفي تنبئني أن صديقتي تستحثني على المجيء سريعاَ... " ألو"..
- تعالي.. الاجتماع سيبدأ بعد ثلث ساعة لا تتأخري."
- هل طلبني أحد؟ بلؤم سألتها.
"لا.. أنتظرك.."
مراراً أردت قطع العلاقة حتى لا أدفع ثمنها مجاناً، امتنعت عن الاتصالات واللقاءات، بحجج وأعذار لا صحة لها، لجأت لافتعال المشاكل حتى يبتعد، لكنه يعود جاثياً على ركبتيه، مقسماً أنني هواؤه الذي يستنشقه..
شيء ما، كان يلقي بي إليه، قدر لم أكن لأرده...
في ميلاده الأول بعد لقائنا بخمسة شهور، اتفقت مع مطعم أحببناه معاً، أن نحتفي بميلاده بمعزوفات فيروزية يحبها، وبعد وجبة العشاء، قدمت له "ولاعة" على شكل صدفة يميل لونها إلى الذهبي المطفأ ...
"أحب مفاجآتكِ"... وقبلني..
في ميلاده الثاني، التقينا ساعة ونصف في أحد المولات لارتباطه بمناسبة اجتماعية، جهزت له هدية بسيطة، لم أكن قد استلمت راتبي بعد..
بميلاده الثالث، لم أتصل، أرسلت باقة ورد إلى مكان عمله من دون أن أكتب شيئاً، اخترتها بنفسجية اللون مائلاً إلى الزهر، انتظرت اتصاله، ولم يفعل..
أعرف ساعات دوامه جيداً، وأول فنجان قهوة يرتشفه، وسيجارته الخامسة، ومتى يستقل الباص، وطعام العشاء، والمسلسل اليومي الذي يتابعه لأجل سلاف فواخرجي أو جمانة مراد.. والقميص البيج الذي لا يمل من ارتدائه.. وكرهه للشتاء، وعشقه لندف الثلج، وغرامه لمحمد عبده خاصة "الأماكن" ...