أنت هنا

قراءة كتاب الحركة العمالية في تونس

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحركة العمالية في تونس

الحركة العمالية في تونس

كتاب "الحركة العمالية في تونسنشأتها ودورها السياسي والاقتصادي والاجتماعي (1924-1956)"، تعد دراسة الحركة العمالية في أي قطر عربي من الدراسات المهمة في مجال التاريخ الاقتصادي والاجتماعي لانه من خلالها، تتضح أبعاد الواقع الاقتصادي والاجتماعي ،وما يرتبط بذلك من

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 5
اتخذت فرنسا من انتقال بعض القبائل التونسية (خمير) عبر الحدود الجزائرية ذريعة للغزو، بحجة مساندتها للثوار الجزائريين(16)، وقام الفرنسيون بتحريض الجالية الفرنسية داخل تونس على رفع عريضة في الرابع عشر من اذار/1881 الى الحكومة الفرنسية، تطالب فيها بتدخل فرنساالسريع لضمان حقوق الرعايا الفرنسيين وأموالهم(17).وعليه فقد عبرت القوات الفرنسية في الرابع والعشرين من نيسان/1881 من دون سابق انذار الحدود الجزائرية –التونسية (18)، وكان تعدادها(35) الف جندي، وقسمت الى ثلاث اقسام كل منها تحت قيادة ضابط فرنسي، وجميعهاتحت قيادة الضابط فورجيمول (19)، فاتجه القسم الاول الى الشمال الغربي لمحاصرة جبال خمير وما حولها، أما القسم الثاني فقد اتجه نحو مدينة الكاف ودخلها بدون مقاومة نتيجة لما قام به برنارد روي(20).
 
وفي الوقت نفسه قصف الاسطول الفرنسي بلدة طبرقة وتمكن من احتلالها، وقام الباي محمد الصادق بجهوده في الاحتجاج لدى الدول الموقعة على (معاهدة برلين) وطلب منها التدخل لوقف الاحتلال (21)، اذ قام الباي بتكليف أخيه علي بقيادة جيش لصد القوة الغازية، لكنه لم يستطع صدها ولا منعها من التقدم، وكان الباي يأمل في تدخل الدول الاوربية الى جانبه (لكن لم يجبه أحد).وكان يأمل في ان يفي الباب العالي بوعده بارسال الاسطول العثماني، لكن آماله باءت بالفشل(22).
 
كان الفرنسيون يعتقدون أن أعمال الحملة في منطقة الحدود مع الجزائر ستكفي لاخافة الباي، لكنهم أحسوا أن الباي لايوافق على الحماية، فأرسلت فرنسا حملة أخرى أبحرت من ميناء طولون بقيادة الجنرال بريار ووصلت بنزرت في الاول من ايار 1881(23)، واحتلت المدينة وزحفت باتجاه العاصمة تونس حتى وصلتها في الثاني عشر من ايار 1881(24)، حيث اجتمع القنصل الفرنسي روستان مع الجنرال بريار، وسلموا للباي محمد الصادق نسختين من معاهدة كانت معدة سابقاً عرفت لاحقاً بمعاهدة (باردو)(25) أو القصر السعيد، وأعطوه فترة قصيرة للتشاور والتوقيع عليها، حيث تم ذلك في اليوم نفسه(26)، وهكذا خضعت تونس للاحتلال الفرنسي وتبعها في عام 1883 نص معاهدة أخرى اعتبرت مكملة لمعاهدة باردو عرفت بمعاهدة(المرسى الكبير) وكان هدفها اعطاء صلاحيات أكبر لفرنسا، بمعنى تكريس احتلالها لتونس(27)، وعليه فقد بدأت فرنسا تؤكد سيادتها وسياستها الاحتلالية في تونس، وفي المجالات كافة وطوال زمن الاحتلال.

الصفحات