لقد مَنَّ الله عز وجل على العراق برجال هم شموس أضاءت سماء العراق ولم يخصوا العراق بما وفقهم الله إليه.
أنت هنا
قراءة كتاب علماء أعلام عرفتهم / العراق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
علماء أعلام عرفتهم / العراق
الصفحة رقم: 7
جمعية إنقاذ فلسطين:
وبادر علماء العراق؛ وعلى رأسهم سماحة الشيخ أمجد الزهاوي – بتأسيس (جمعية إنقاذ فلسطين) وتحركوا في طول البلاد وعرضها، وفي المقدمة الشيخ محمد محمود الصواف، مستنهضين همم المسلمين لنجدة إخوانهم المجاهدين في فلسطين، وكان لشباب الإخوان المسلمين في العراق، دورهم الرائد وجهودهم الخيّرة، حيث انتشروا في المدن والقرى والأرياف والبادية، يذكِّرون الناس بواجبهم الإسلامي في الجهاد، ودعم المجاهدين والوقوف إلى جانب المضطهدين من المسلمين بفلسطين.
ولقد تكررت لقاءاتي بالشيخ الزهاوي بعد ذلك في بغداد، حيث ذهبتُ للدراسة في الثانوية الشرعية، ثم بعد التخرج في الأزهر بمصر عام 1954م، فازددت منه قرباً، وبه معرفة، وله إكباراً وحباً، حيث كان رحمه الله شجاعاً في كلمة الحق، راجح العقل، سديد الرأي عميق الفقه، بسيط المظهر، جم التواضع مع الصغير والكبير والغني والفقير، كما وجدت فيه الصفاء في الذهن، والنور في الوجه، والعلم الغزير المتدفق في الأصول والفروع على حد سواء.
وما زلت أذكر حين صلينا معه لأول مرة كبَّر تكبيرة الإحرام بصوت عال، اهتزت له مشاعرنا، وارتجفت أجسادنا، فكأنه قد خرج من الدنيا إلى لقاء الله عز وجل بهذه التكبيرة الخاشعة، وكنا أثناء السير معه نلاحظ أنه كلما رأى ورقة أو جريدة "صحيفة" ملقاة على الأرض التقطها ووضعها في جيبه خشية أن يكون فيها اسم الله عز وجل وتتعرض للإهانة.
كما لاحظنا أنه يكرر السؤال عن أسمائنا، رغم أننا عرّفناه بها، حيث كان ينسى الأسماء، في الوقت الذي يستحضر فيه دقائق المسائل العلميّة الفرعية في الأصول والفروع، ببديهة حاضرة، وذاكرة عجيبة تُذهل السامع والسائل، وتبهره لهذا العلم الغزير والفيض المتدفق.
كان الشيخ الزهاوي يكثر من الثناء والإشادة بالشيخ الصواف، على حماسته وغيرته على الإسلام والمسلمين، ويوصينا بالعمل معه في طريق الدعوة إلى الله والالتزام بمنهج الحركة الإسلامية، الذي حمله الأستاذ الصواف بعد عودته من مصر، حيث التقى بالإمام الشهيد حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين، وبإخوانه وتلامذته وتأثر بهم خلال دراسته بالأزهر غاية التأثر.