لقد مَنَّ الله عز وجل على العراق برجال هم شموس أضاءت سماء العراق ولم يخصوا العراق بما وفقهم الله إليه.
أنت هنا
قراءة كتاب علماء أعلام عرفتهم / العراق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
علماء أعلام عرفتهم / العراق
الصفحة رقم: 10
الانقلاب العسكري:
وحين وقع الانقلاب العسكري في العراق، بقيادة عبد الكريم قاسم يوم 14/7/1958م، وناصره الشيوعيون والملاحدة والعلمانيون.. عمّت الفوضى البلاد، وانتشر السلب والنهب والقتل والسحل وعاش الناس في القطر العراقي كله عيشة الرعب والخوف، ولم تبق كرامة لعزيز، ولا قيمة لرجل الدين، وهان العلماء والقضاة، وحرّضت السلطة الأوباش على كرام الناس، وتعرَّض كثير من العلماء إلى الإهانة والاعتقال، ومُلئت السجون بدعاة الحق والخير أمثال الشيخ محمد الصواف، والشيخ عبد العزيز البدري، والشيخ محمد الخالصي، وغيرهم كثيرون من الشباب والشيوخ والنساء والرجال، وانتشرت كتب الكفر والإلحاد والدعوة إلى الفجور.
وحاول الشيخ أمجد الزهاوي نُصح عبد الكريم قاسم طاغية العراق، وأسمعه كلاماً قوياً في مقابلتين معه بديوان الرئاسة، ولكنه كان يراوغ وأصمّ أذنيه عن الحق، وظل سادراً في غيِّه.
عندها قرر الشيخ أمجد الزهاوي الارتحال إلى المدينة المنورة، سافر مع ابنه الشيخ محمد سعيد وزوجته وابنته نهال، وبقي في المدينة المنورة نحو سنة ونصف السنة، وقد لحق به الشيخ محمد الصواف بعد أن خرج من العراق عن طريق سورية، حيث استقر بالمملكة العربية السعودية إلى وفاته، بينما عاد الشيخ أمجد الزهاوي إلى العراق.
ولقد أكرمني الله عز وجل أن أرى الشيخ أمجد الزهاوي قُبيل وفاته في الكويت مع إخواني عبد الله المطوع وعبد الواحد أمان وعمر الدايل وغيرهم، ثم غادرنا إلى العراق ولم ألتق به بعدها لوفاته ببغداد عام 1387 هـ - 1967م.
آخر أعماله:
وكان آخر أعماله – رحمه الله – أنه تلقى دعوة لحضور المؤتمر الثالث لوزراء التربية العرب، وكان المرض قد اشتدت وطأته عليه، فلم يستطع الحضور واكتفى بإرسال مذكرة أملاها على ابنته نهال، يوضح فيها وجهة نظره في إصلاح وزارات التربية، وقُدّمت الورقة للمؤتمر، وقد قامت "جمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت" مشكورة، بطباعة هذه المذكرة ضمن المذكرات الأخرى ووزعتها على نطاق واسع.
وبعد المؤتمر ببضعة أيام غادر الدنيا الفانية إلى الدار الباقية يوم الجمعة 14 شعبان 1387هـ تاركاً وراءه أعظم الأثر، وأطيب الذكر، وأعطر السير، لرجال الدعوة وعلماء الأمة، الذين يؤثرون ما عند الله على ما عند الناس، فكان الزهاوي بحق كما وصفه الإمام الشهيد حسن البنا، حيث قال: "يا بني إذا أردت أن تنظر إلى وجه رجل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر إلى وجه الشيخ أمجد الزهاوي".