كتاب "عثرات الأقلام"، هاجم اللحن ألسنة العرب منذ أيام الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، ثم فشا وانتشر بعد الفتوحات الإسلامية ودخول الأعاجم في الإسلام؛ فكان هذا من جملة المحفزات على تدوين اللغة وجمعها، واستنباطِ قواعد النحو؛ ضبطاً للسان عن الخلل، وصوناً له من
قراءة كتاب عثرات الاقلام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
وعندما كنت مشغولاً بتحقيق درة الحريري رحمه الله، وجدت- بعد المراجعة والبحث- أن عدداً ليس بالقليل مما عدّه وهماً أو خطأً لم يكن من الوهم في شيء، وعلّقت قائلاً: ” ولا ريب أن الحريري في تخطئته لكثير من الأوهام صادرٌ عن منهج تابعَ فيه بعض اللغويين الذين عُرِفوا بتشدّدهم و تضييقهم دائرةَ اللغة، كالأصمعي (ت ـ216هـ) وأبي حاتم السجستاني (ت 255 هـ) و ابن السكِّيت (ت 244 هـ) و ابن قتيبة (ت 276 هـ) و غيرهم. و "درة الغواص" إن هي إلا مرآةٌ تعكسَ مذهب هؤلاء و أمثالهم... وهذا ما حفّزَ أقلام كثيرين من العلماء للردّ عليه و تبيان وجه الصواب فيما رآه خطأً، بدءاً من ابن بَرّي و ابن ظَفرٍ في حواشيهما، و مروراً بالخفاجي في شرحه، و انتهاءً بالزَّبيدي في التاج وكثيرين بين هؤلاء. “ (9)وإن كنت لا تعلم فاعلم أن اللغة العربية من السعة و الكثرة بمكان، ولا يمكن لأحد الإحاطةُ بها. يقول الإمام الشافعي في كتابه "الرسالة": ”ولسانُ العربِ أوسعُ الألسنة مذهباً، وأكثرُها ألفاظاً، ولا نعلمه يحيط بجميع علمِه إنسانٌ غيرُ نبي، و لكنه لا يَذهب منه شيءٌ على عامَّتها حتى لا يكون موجوداً فيها مَن يعرفه.“(10) ويروى عن الأصمعي قولُه: «من عرف كلامَ العرب لم يكد يلحِّن أحداً ».(11)
وقال ابن هشام اللخمي: « و إذا كان في الكلمة لغتان وكانت إحداهما أفصحَ من الأخرى، فكيف تلحَن بها العامة، وقد نطقت بها العرب، وإنما تلحن العامة بمالم يُتَكلَّمْ به».(12)
و لم يكن من قصدي ولا غايتي الإفاضةُ في الشرح و التعليل؛ لأن الغرض الأساسي من هذه المقالات، أصلِ هذا الكتيب، هو الإشارةُ الخاطفة و اللمحة الدالة على التنبيه على الخطأ واستبدال الصواب به. ولم أحِدْ عن هذا المنهج إلا قليلاً.
و إليك المصادرَ التي أفدت منها في جمع مادة هذه المقالات، مرتبةً وَفقَ الأهمية وكثرة الاستفادة:
-معجم أخطاء الكتّاب، للأستاذ صلاح الدين الزعبلاوي، رحمه الله تعالى. عني بإخراج الكتاب وتدقيقه الأستاذان محمد مكي الحسني و مروان البواب. نشر دار الثقافة و التراث: دمشق 2006. و معجمه هذا -كما أعتقد- من أفضل الكتب المعاصرة في اللحن، إن لم يكن أفضلها. فهو من العلماء الذين اتخذوا منهجاً وسطاً في التصحيح والتخطئة، فهو لا يحجِّر واسعاً و يضيق باب اللغة، كما أنه لا يلقي الكلامَ على عواهنه ويلقي الحبل غلى الغارب مصحِّحاً جميع ما يقال و كل ما يكتب بحجة أن العرب قد تبَحْبَحَتْ في لغاتها. وهو في هذا المنهج الوسط الذي لم يكد يحيد عنه أدقّ و أوسع أفقاً من العدناني. والأمر بيّنٌ جليٌّ لمن رامَ الموازنة بينهما.
-معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة، للأستاذ محمد العدناني، رحمه الله تعالى. نشر مكتبة لبنان: بيروت 1996.
- أخطاء اللغة العربية المعاصرة عند الكُتّاب والإذاعيين، للدكتور أحمد مختار عمر. نشر عالم الكتب: القاهرة ط2 1993.
-عدد من المقالات بعنوان" عثرات الأقلام"، نشرت في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق:
1/173، 219، 246، 306.
2/ 28، 88، 119، 269، 317.
3/ 26، 52، 84، 115، 185، 217، 316، 345.
4/ 70، 226، 321، 418، 462.
5/ 40، 115، 191، 226، 324.
6/ 308، 373.
7/ 172.
ثم عدد من المقالات بعنوان "عثرات الأفمام" كتبها الأستاذ عبد القادر المغربي، رحمه الله تعالى، ونشرت في مجلة مجمع اللغة العربية، دمشق 18/ 97، 223، 333، 443، 528.
-كتب متفرقة، مثل درة الغواص، و تثقيف اللسان، وتصحيح التصحيف وتحرير التحريف، و غيرها).
أما مواد الكتيّب فهي مرتبة ترتيباً ألفبائياً مع تمييز التعبير الخطأ باللون الأسود الغامق (بولد).
وبعد فأرجو أن يسهم هذا الجهدُ المتواضع في تقويم اعوجاج الألسن و ردّها إلى الصواب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وكتب بشار بكور
دمشق
1/ذو الحجة/ 1432هـ
28/ تشرين الأول/ 2011م