أنت هنا

قراءة كتاب الأمهات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأمهات

الأمهات

في رواية "الأمهات"، "هل الرواية التاريخية مجرد قصة خيالية؟". بهذا السؤال على لسان ألكسندر سولجنتسين يقدم الكاتب السلوفاكي بافول رانكوف لروايته"الأمهات"الصادرة في ترجمة غياث الموصللي عن دار الحوار للنشر والتوزيع.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
-غبية، ضعي قميصاً على جسمك، واستلقي! تصنعي النوم. لم تريه في حياتك. لا علاقة لنا بكل مايحدث، هل فهمت؟
لم يتوقف إطلاق النار.
ركعت الصبية العارية على السرير، ووضعت رأسها على ركبتيها وراحت تصلي.
ـ يا أم الرب، اصغي إلى كلامي وساعدي، اصغي وساعدي. يا أم الرب، اصغي إلى كلامي وساعدي كررت.
مررت والدتها يديها الممسكتين بثياب الجندي على ظهرها.
ـ اسمع المخطئة، وساعد البلشفي؟!
وقالت بحنق. ـ لحسن الحظ والدك لم يعد موجوداً.
التقت عيونهما. أدركتا في تلك اللحظة أن إطلاق النار قد توقف.
ـ قتلوه يا أمي: همست الصبية.
ـ البسي وتمددي في السرير. لا يمكنك الآن مساعدته، إما يكون قد هرب أو قبضوا عليه: أمرتها والدتها.
استلقت الصبية ببطء، مثل الطفل حين يدرك عجزه عن فعل أي شيء. جلست الأم على طرف السرير وغطت جسد ابنتها العاري بلحاف الريش السميك.
مررت طرف يدها على وجنتها وقالت:
ـ الألمان يمكن أن يحضروا في أي لحظة. سوف يحققون معنا. أنت لا تعرفين أي شيء! لقد أيقظك صوت إطلاق الرصاص. سوف أرمي ثيابه في فرن المطبخ. حان الوقت كي تلبسي ثيابك أيتها الرخيصة!
خرجت الوالدة مع شروق الشمس إلى فسحة البيت الأمامية. أحضرت الرفش من الحظيرة وبدأت بإزاحة الثلج. لقد سقط منه القليل في الليل، لكن آثار قدمي الجندي كانت لا تزال واضحة تحت نافذة ابنتها. ضربت بالرفش بضع ضربات إلى أن تكشفت الأرض.  
ألصقت وجهها بالزجاج. ابنتها كانت لا تزال راكعة، تصلي في سريرها.
سارت الوالدة بعد ذلك مقتفية أثر الأقدام فوق الثلج الذي كانت تارة تزيحه عن طريقها وحيناً تجمعه في كومات صغيرة. عبرت فناء البيت والحديقة حتى وصلت إلى السياج حيث وجدت أحد ألواح خشب السياج مرمياً على الأرض. رفعته المرأة بكل ما أوتيت من قوة ورمته فوق كومة كبيرة من خشب التدفئة الموجودة بالقرب من الحظيرة.

الصفحات