في رواية "الأمهات"، "هل الرواية التاريخية مجرد قصة خيالية؟". بهذا السؤال على لسان ألكسندر سولجنتسين يقدم الكاتب السلوفاكي بافول رانكوف لروايته"الأمهات"الصادرة في ترجمة غياث الموصللي عن دار الحوار للنشر والتوزيع.
أنت هنا
قراءة كتاب الأمهات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الأمهات
الصفحة رقم: 6
لاحظت "سوزانا" وهي في طريق عودتها من سفح التلة إلى البيت خروج ثلاثة رجال من حديقة البيت باتجاهها. كان اثنان منهم جنديين سوفيتيين ببذاتهما التي يلمع اللون الأحمر من كتافياتها في شمس آذار البارد، والثالث مدني من عناصر الميلسشيا المحلية، علق شريطة حمراء على كم قميصه. كل شيء إلا نقل "ألكسي" من هنا، لاحت لها تلك الفكرة من جديد.
ـ أنت "سوزانا لاوكوفا"؟ سألها الميليشياوي حين التقوها في وسط المرج.
ـ نعم، وأنت تعرفني؟ ردت عليه "سوزانا".
ضم المليشاوي شفتيه بازدراء:
ـ عليك الإدلاء بشرح يتعلق بأشياء محددة، سترافقيننا.
لم يولها الجنديان السوفيتيان اهتماماً يذكر. تمشيا في المقدمة وراحا يتحدثان بحيوية عن شيء ما.
ـ هل يتعلق الأمر بدفن الكسي؟ سألت "سوزانا".
ـ لا أعرف ـ رد عليها الرجل صاحب الشريطة الحمراء. ـ سيخبرونك عن ذلك في الأسفل في "ليفوتشي". أحضري أوراقك الثبوتية، وإذا أردت شيئاً يحميك من المطر. يمكن أن يهطل.
سَرّعت "سوزانا" من خطواتها كي تلحق بالجنديين. أرادت أن تسمع وتلتقط منهما أكبر كم من اللغة الروسية الجميلة التي تذكرها بـ "الكسي".
حين وصلوا إلى البيت كانت الأم بانتظارهم في فناء البيت.
ـ ما الذي يحدث؟ سألت.
ـ لاشيء. ابتسم أحد الجنديين في وجهها ولوح لها بيده.
ـ حقاً ـ قالت لاشيء، "سوزانا" مهدئةً أمها. ـ هدئي من روعك يا أمي.
ـ عليها تفسير بعض الأشياء، سترافقنا، ـ كرر الميليشياوي كلامه السابق، ثم التفت إلى "سوزانا" وأمرها بأسلوب عدائي:
ـ هيا، تحركي إلى الداخل، وأحضري الأوراق. آين تسفاي! (واحد إثنان بالألمانية)
فتحت "سوزانا" الدولاب الموجود في المطبخ، وتناولت منه دفتر هويتها، ودسته في كتاب الصلوات.