أنت هنا

قراءة كتاب الأمهات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأمهات

الأمهات

في رواية "الأمهات"، "هل الرواية التاريخية مجرد قصة خيالية؟". بهذا السؤال على لسان ألكسندر سولجنتسين يقدم الكاتب السلوفاكي بافول رانكوف لروايته"الأمهات"الصادرة في ترجمة غياث الموصللي عن دار الحوار للنشر والتوزيع.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
تريدين أخذ كتاب الصلوات معك؟ سألها الميلشياوي مستغرباً.
ـ إذا اضطررت للانتظار طويلاً، سأصلي على الأقل ـ شرحت "سوزانا".
رفع الرجل رمانتي كتفيه.
حين دخلت "سوزانا" إلى الغرفة لإحضار الشال الصوفي، بقي باب الغرفة موارباً مما جعلها تسمع السؤال الذي وجهته الأم للشاب: هل تعمل الآن مع الروس؟. أجابها: مثل كل إنسان شهد ما حدث في القرى المجاورة أثناء اندلاع القتال. كان الروس غاضبين، وكان على أحدهم أن يجد الشجاعة لإيقافهم. سألته الوالده بسخرية واضحة عما إذا كان قد أوقف الألمان في السابق. رد عليها الرجل قائلاً إنه يفضل لمصلحتها أن تخبئ لسانها.
خطر ببال "سوزانا" أنه سيكون من الأفضل لو أنها لم تتجول في "ليفوتشي" مثل عجوز مسنة وفي يدها كتاب الصلوات، لذا قررت ارتداء تنورة والدتها الزرقاء الرسمية المجهزة في داخلها من الأمام بجيب كبير حيث يمكنها وضع كتاب الصلوات هناك.
كانت سيارة روسية تقف بجانب البوابة الصغيرة. جلس الجنود في داخلها بانتظار صعود "سوزانا". عانقت الأم ابنتها بحرارة، وشدتها إلى جسمها وكأنها ترفض تركها، مما جعل المليشياوي ينزل من السيارة ليخلص الابنة عن أمها. بكت الأم وحاولت من جديد معانقة "سوزانا " لكن المليشياوي دفعها، وصرخ بها:
ـ اذهبي، سفولوتش(3)!
تبادل الجنود الروس فيما بينهم نظرات مسلية.
صعدت "سوزانا" وتحركت السيارة.
نادراً ما كانت "سوزانا" تغادر مسقط رأسها إلى "لفوتشي". لطالما سحرتها تلك المدينة بجمال أبنيتها القديمة البيضاء. تباينت حياتها البائسة في "زالسنا بروبا" مع تلك الأبنية الحجرية الجميلة التي تذكرها بالحياة الرغيدة التي عاشتها بورجوازية "لفوتشي" في العصور القديمة. كانت "سوزانا" تقول إنها ولدت في حقبة سيئة، وإن الأوقات الرائعة قد ولت إلى غير رجعة ولم تترك من بعدها سوى تلك الأبنية الجميلة التي لا يسكنها اليوم كما يتوقع المرء أناس شجعان ومحترمون.

الصفحات