أنت هنا

قراءة كتاب الأمهات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأمهات

الأمهات

في رواية "الأمهات"، "هل الرواية التاريخية مجرد قصة خيالية؟". بهذا السؤال على لسان ألكسندر سولجنتسين يقدم الكاتب السلوفاكي بافول رانكوف لروايته"الأمهات"الصادرة في ترجمة غياث الموصللي عن دار الحوار للنشر والتوزيع.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 10
ـ هيا... أمرتها الموظفة.
ـ تقولين بأني... ـ استغربت "سوزانا، ـ خنت "ألكسي"؟ أنا؟
ـ أنت، حافظ صوت الموظفة على هدوئه.
ـ لا، أنا لم أخنه... أنا كنت أحب "ألكسي".
ـ أوي! أنزلت الموظفة يديها بطريقة مسرحية. ـ إنها تحب "ألكسي"....! الفاشية العاهرة..!
أشارت الموظفة إلى طاولتها، وقالت: تمكن الجيش الأحمر من الوصول إلى عدد من الوثائق الألمانية. كشرت، ورفعت إحدى الأوراق. مثلاً، لقد كتب الفاشيون أن "سوزانا لاوكوفا" زارتهم في شهر كانون الأول وأبلغتهم عن تحركات مسؤول تموين الأنصار الروس. مدت "سوزانا " يدها باتجاه الورقة وقالت:
ـ دعيني.
ـ لا ـ ضربت الموظفة قبضتها على الطاولة. ـ والآن، اخلعي قميصك.
ـ إنني لم أش بـ "ألكسي"، دعيني أر تلك الورقة!
ـ اخرسي، وانزعي قميصك.
ـ إنني لم أش بـ"ألكسي"، أرني تلك الورقة! صرخت "سوزانا" بصوت أعلى.
أحست كيف لكزها الجندي من كتفها. حين التفتت إليه، رأته يصوب عليها الساموبال.
ـ إنني لم أش بـ "ألكسي" ـ حاولت الآن أن تشرح للجندي. ـ هل تفهم؟ إنني أحببته.
ـ اخلعي قميصك! صرخ بها الجندي، وشد بذلته بأصابعه من الأمام لتصحيح هندامه.
فهمت "سوزانا" أخيراً أنهم يريدون منها أن تخلع بلوزتها. استدارت باتجاه الموظفة، وخلعتها ببطء، ثم وضعتها على الطاولة. وبالرغم من أنها كانت ترتدي قميصاً آخر تحتها إلا أنها غطت ثدييها بيديها كما لو كانت عارية.
ـ إلبسي. أمرتها الموظفة، وأشارت برأسها للجندي.
التفتت "سوزانا". ناولها الجندي القميص الذي أحضره معه. أخذته منه دون رغبة ولبسته ببطء. أحست أنه معبأ برائحة عرق ذكوري، ولم يُغسل منذ زمن طويل، ولكنها لم تعترض. هل يهم ما ستضعه على جسمها إذا كان أولئك الناس يظنون أنها وشت بـ "ألكسي" عند الألمان؟!. لقد انهارت بعد تلك التهمة غير المتوقعة، كما سيطر الضعف على تفكيرها وجسدها في آن واحد.
نادت الموظفة في تلك الأثناء على الجندي ليقترب منها، وقالت له شيئاً بصوت غير مسموع. بدا وكأنه لم يوافقها الرأي. حاولت "سوزانا" التقاط حديثهما. لعله أراد اقناع الموظفة ببراءتها، أو ربما تفهّم وضعها أكثر.
لم يكن الأمر كما توقعته. فهمت "سوزانا" أن الاثنين لم يتوصلا إلى تفاهم حول المكان الذي عليهما إرسالها إليه. أرادت الموظفة إرسالها إلى "سدريا"، لكن الجندي رفض لأن الغرف هناك ملأى بالرجال. الأفضل هو الاحتفاظ بها وحدها، وسجنها مباشرة في مبنى القيادة حيث لا يزال يوجد في القبو غرفتان فارغتان. وافقت الموظفة في النهاية على اقتراحه.
أمر الجندي "سوزانا" بالسير أمامه. اقتادها إلى غرفة مشرعة الأبواب، تقع في الطابق الأول حيث الفوضى أكثر بكثير من غرفة الموظفة. امتلأت الأرض بالمعاطف، والبزات، والكنزات الصوفية، والسراويل، والأحذية، والمظلات، والحقائب المفتوحة. توقعت "سوزانا" في الحال أن القميص الذي ترتديه الآن كان مرمياً قبل دقائق في مكان ما هنا على الأرض.
جلست امرأة بدينة ببزتها الرسمية على كرسي في وسط هذه الفوضى. حين دخل الجندي برفقة "سوزانا" إلى الغرفة نظرت إليهما بضجر.
ـ شرح الجندي: تفتيش شخصي.
نهضت المرأة من مكانها دون رغبة. أخذت شال الصوف من يد "سوزانا"، ووضعته على الكرسي. جستها بعد ذلك من تحت إبطيها، ونزلت بيديها الضخمتين ببطء إلى الأسفل. تفحصت اليدان الخصر لحظة. سحبت بعد ذلك كتاب الصلوات من جيب التنورة، ورمته على الأرض. فكت مطاط التنورة، ودست سبابتها القاسية من الأعلى ومن الأسفل. التفتت أخيراً نحو الجندي، وأخبرته بأن كل شيء على ما يرام. أمر الجندي "سوزانا" بأخذ شالها الصوفي من المقعد والخروج. حين انحنت لالتقاط كتاب الصلوات، صَوّب نحوها سلاحه من جديد. همهم بشيء بعد ذلك وأنزل فوهة الساموبال.

الصفحات