أنت هنا

قراءة كتاب اللغة والفكر - دراسات نقدية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
اللغة والفكر - دراسات نقدية

اللغة والفكر - دراسات نقدية

لقد شكلت قضايا ومفاهيم خاصة، مثل: التقليد / الحداثة، العلم / الجهل، السلم / الحرب، الحرية/ العبودية، الديمقراطية/ الاستبداد، الشرق/الغرب، التسامح / التعصب، النهضة / الانحطاط، الدين / العلمانية، التنمية / التخلف، وغير ذلك من الثنائيات المستمدة من عمق المجتمع

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
والواضح من خلال هذه المشاريع أنها قاربت، وحللت ودرست القضايا والمفاهيم نفسها، لكن وفق منظور خاص لأصحابها، يعكس طبيعة مناهجهم، ومفاهيمهم، والخلفيات التي انطلقوا منها، والفلسفات التي استندوا إليها، والمرجعيات التي أقاموا عليها رؤيتهم لتلك القضايا والأسئلة المطروحة.
 
وإذا كانت هذه المشروعات الحديثة والمعاصرة التي مثلنا لها بهذه المشاريع، سواء منها التي اتخذت منحى إسلامياً أو ماركسياً أو ليبراليا، أو حتى التي سلكت لنفسها رؤية خاصة، محايدة، لا تسير على منوال سابق، أو تحتذي نظرية محددة سلفاً، وإنما تسير وفق تصور جديد، نابع من مستجدات أفرزها المجتمع، وتحولات كبرى تتطلب بدورها أدوات ورؤية تستجيب لها، وتساير نتائجها وتأثيرها على الإنسان الذي هو قطب الرحى في هذه العملية الفكرية والنقدية، متوسلة لبلوغ هذه الأهداف مناهج جديدة وأدوات حديثة، آمنت بجدواها وفاعليتها في إعادة قراءة ومقاربة وتحليل ودراسة تلك القضايا والمفاهيم على اعتبار أنها ما تزال حتى الآن هي مدار البحث، وأساس الدراسة، وبالتالي فإن تقديم أجوبة، نابعة من روح العصر ومستجدات المجتمع لغة ومنهجاً، وفكراً، ونقداً، وسياسة واقتصاداً وعلماً، من شأنه أن يفتح المجال واسعاً لخلق أفق، ومداخل لتأسيس مشاريع، وتقديم منجزات فكرية وثقافية وعلمية قادرة على تقديم الجيد والجاد والجديد، الذي لا يلغي بالضرورة تلك التصورات والاجتهادات السابقة، وإنما يضيف إليها ما يراه ملائماً ومفيداً ومنتجاً. ويتجاوز ما يعتقد أنه غير ذي جدوى، ويعدل ما يؤمن أنه يحتاج إلى تعديل أو تصحيح، سواء في منهجه أو أداته، أو هدفه.
 
في هذا السياق نفسه تأتي هذه المشاريع العلمية الأربعة التي شكلت موضوع هذا الكتاب، أعني مشروع د. أبو بكر العزاوي في تحليل اللغة والخطاب من منظور حجاجي. وأبعاد ذلك على التواصل والحوار الفكري والثقافي عربياً وإسلامياً. ومشروع د. ادريس نقوري في تحليل العلاقة بين اللغة والفكر من رؤية خاصة وجريئة، وإعادة قراءة التاريخ وفق تصور "أناسي" ثقافي، يساهم في صناعة التاريخ وتفسير أحداثه. إلى مشروع د. أحمد العمراني القائم على رصد واقع الأمة بين الأمس واليوم، انطلاقاً من رؤية الباحث الداعية الذي لا يكتفي برصد الوقائع، ودراستها، وإنما يقدم بدائل لها. وانتهاء بمشروع د. محسن بن زاكور في مقاربة قضايا ومفاهيم معاصرة، انطلاقاً من تتبع مواقع ومواقف أصحابها، ونقد أفكارهم، مع استشراف أفق فكر تصوري نابع من خصوصية ورؤية ثقافية دينية إسلامية وإن استلهمت بعض أدوات مناهج غربية، اجتماعية، ونفسية خاصة.

الصفحات