أنت هنا

قراءة كتاب اللغة والفكر - دراسات نقدية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
اللغة والفكر - دراسات نقدية

اللغة والفكر - دراسات نقدية

لقد شكلت قضايا ومفاهيم خاصة، مثل: التقليد / الحداثة، العلم / الجهل، السلم / الحرب، الحرية/ العبودية، الديمقراطية/ الاستبداد، الشرق/الغرب، التسامح / التعصب، النهضة / الانحطاط، الدين / العلمانية، التنمية / التخلف، وغير ذلك من الثنائيات المستمدة من عمق المجتمع

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 9
ويبدو أن هذا التصور الجديد قد عدل العديد من الفرضيات، والمنطلقات التي أقامت عليها النظريات الأخرى إنجازاتها وتطبيقاتها سواء في مجال اللغة أم الخطاب، لدى العرب أو الغرب. هذا ما سنلمسه بوضوح في تلك التطبيقات التي خص بها ظواهر لغوية متنوعة، تهم اللغة العربية، من خلال مقارنتها بلغات أخرى كالفرنسية والإنجليزية وغيرهما وصولاً إلى اختبارها في خطابات أخرى متنوعة.
 
وهنا بالذات تكمن جدة وجدية هذا العمل، أي في كونه ينطلق مما هو عام، كامن في عمق النظريات التي تحكمه، وتؤطر توجهه العام، ليصل إلى ما هو خاص يجسده الاختبار الدقيق والعميق لهذه النظرية على اللغة العربية، خاصة في ظل غياب دراسات وأعمال(5) تطبيقية عربية مقارنة بما أنجزه الغرب، حيث شاعت هذه النظرية التي تتخذ من الحجاج واللغة والمنطق الطبيعي موضوعاً لها، راكمت فيه إنجازات هامة نظراً وتطبيقا(6).
 
كما لم يفت المؤلف، وفي إطار هذا الحرص الشديد على ضبط المنهج، والتأطير لخلفياته وفلسفته، أن يوضح خصائص عناوينه وأهداف مباحثه القائمة على أسس نظرية الحجاج في اللغة بمفاهيمها الخاصة مثل: الحجة – النتيجة – الروابط – العوامل الحجاجية – التوجيه – السلم الحجاجي وغيرها، مع التركيز على ما أسماه (الطبيعة الحجاجية للمعنى) والعلاقة القائمة بين المحتوى الإخباري للقول وقيمته الحجاجية.
 
كما أنجز الباحث تحليلاً دقيقاً لنماذج من الروابط الحجاجية في اللغة العربية، خاصة (بل – لكن – حتى) مبينا أن الهدف من هذا الاختيار هو إبراز بعض جوانب الاستعمال الحجاجي لهذه الروابط، لأنها أكثر استعمالاً وشيوعاً. وهو توضيح منهجي يبرر هذا الاختيار، ويدفع كل تأويل خاطئ أو تفسير غير دقيق.
 
في حين كانت الاستعارة الموضوع الذي بين فيه المؤلف أوجه الحجاج عبر مفاهيم محددة مثل (السلم الحجاجي) و (القوة الحجاجية) و (الإبطال).
 
وفد استعار المؤلف مصطلح القوة (La Force) ليوظفه في حقل اللغة، كما اجترح مصطلحات جديدة، مثل سلطة الكلام وسلطة الخطاب و قوة الكلمات، منتهيا من ذلك إلى استنتاجات خصبة، يمكن أن استثمارها لتكون مشاريع أعمال مستقبلية، تساهم في إبراز الجانب الحجاجي للغة و الخطاب العربيين، وكشف المنطق الذي يحكمهما.

الصفحات