أنت هنا

قراءة كتاب اللغة والفكر - دراسات نقدية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
اللغة والفكر - دراسات نقدية

اللغة والفكر - دراسات نقدية

لقد شكلت قضايا ومفاهيم خاصة، مثل: التقليد / الحداثة، العلم / الجهل، السلم / الحرب، الحرية/ العبودية، الديمقراطية/ الاستبداد، الشرق/الغرب، التسامح / التعصب، النهضة / الانحطاط، الدين / العلمانية، التنمية / التخلف، وغير ذلك من الثنائيات المستمدة من عمق المجتمع

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
الحجـاج في اللغة والخطاب*
 
تسعى هذه الدراسة لإبراز السمات النسقية التي تحكم مشروع الكاتب والمتمثلة في مقومات عامة وعناصر خاصة. أما العامة فمن أبرزها ذلك الترابط العلائقي بين مؤلفاته ودراساته في موضوع الحجاج المتسمة بالانسجام. وأما الخاصة فمن أهمها تحليل البنيات الحجاجية للغة والخطاب من خلال عناصر ومستويات عديدة: أقوالاً وجملاً ومعجماً وتركيباً ودلالةً ووظائف وصولاً إلى بعدها التداولي، باعتباره المستوى الأوسع والأعمق الذي تتحقق فيه روح الحجاج بكافة تجلياتها. فإذا كان هذا الأخير يعد عنصراً حاسماً في اللغة والخطاب، فإن مظاهره وصوره تتنوع وتتعدد لتشمل كل الخطابات مهما تكن طبيعتها ومرجعياتها ومقاصدها، سواء كانت أدبية أم علمية أم قانونية أم سياسية أم تاريخية أم إشهارية.
 
كثيرة هي الأعمال التي تناولت اللغة قديماً وحديثاً، وعديدة هي المؤلفات التي قامت بتشريح عميق ودقيق لمختلف جوانبها، ومستوياتها، حتى يكاد يخيل للباحث المتخصص أن الكلام فيها يكرر بعضه بعضاً وألا جديد في الأفق بشأن هذا الموضوع.
 
غير أن المشروع الجديد الذي أنجزه الدكتور أبو بكر العزاوي في اللغة والحجاج والخطاب والحجاج(1) يفند هذا التصور، ويضعنا أمام رؤية أصيلة وحديثة، تكشف جوانب دقيقة وعميقة في اللغة والخطاب عامة، واللغة العربية بخاصة، من خلال تحليل حجاجي مشبع بسند نظري خصب ومتنوع أفرز في النهاية مشروعاً علمياً متميزاً، أضاف لبنة جديدة، هامة إلى الإنجازات العلمية ذات المستوى الرفيع نظراً وإنجازاً في دراسة وتحليل اللغة من منظور حجاجي دقيق، وعميق، كانت اللغة العربية في حاجة ماسة إليه أملاً في كشف المزيد من أسرارها، وفهم العديد من إمكاناتها في شتى الإنجازات والأجناس الأدبية وغيرها من الخطابات الأخرى متنوعة المقاصد والأهداف.
 
وإذا نحن تأملنا جيداً جوهر القضايا التي أثبتها المؤلف، وحاول تقديم الحجج والدلائل النظرية والتطبيقية عليها من داخل التحليل نفسه، وبلغة واصفة دقيقة، وافية، نجدها تكمن في الاستنتاج العام الآتي: "لا تواصل من غير حجاج ولا حجاج من غير تواصل". بهذه المعادلة القيمة، واللافتة للتفكير والتأمل، والمغرية بالتوظيف في أكثر من مستوى، بنى المؤلف هذا النتاج العلمي، المغري بالقراءة والتأمل بفضل ما تضمنه من عناصر جديرة بالتقدير والمتابعة المتأنية، والتي لاشك أنها ستنير كثيراً من القضايا اللغوية والخطابية، من منظور لساني، حجاجي.
 
_______________________
 
* يعد مشروع د. أبو بكر العزاوي في تحليل اللغة والخطاب استناداً لمنظور حجاجي من الأعمال المؤسسة والمتميزة.

الصفحات