كتاب "البيان في مراحل وعناصر خلق الإنسان"، يقول المؤلف في مقدمة كتابه:
أنت هنا
قراءة كتاب البيان في مراحل وعناصر خلق الإنسان
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

البيان في مراحل وعناصر خلق الإنسان
الصفحة رقم: 3
لقد شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يضيف إلى المخلوقات التي كانت قائمة وهي الملائكة ، والجن المتمثلين بإبليس صنفاً آخر من المخلوقات وهو الإنسان فسواه سبحانه وتعالى بيده من طين ، وهذا الطين هو المادة التكوينية أو المادة الخام التي تمثل الجسد ، ثم نفخ فيه سبحانه وتعالى من روحه فإذا هو خلق تام .
من هنا نستطيع أن نتعرف على الروح ألا وهي تلك النفخة الربانية التي تجعل الحياة تدب في المخلوقات ، وعليه فلا يمكن أن تكون هناك حياة دون وجود تلك النفخة المباركة ، وهي فقط من اختصاص الله سبحانه وتعالى ومن أمره .
فبعد أن نفخ الله تعالى الروح في آدم عليه السلام تم إيجاد خلق آخر من مخلوقات الله سبحانه وتعالى ألا وهم البشر . ثم أوجد سبحانه وتعالى من هذا الإنسان زوجه وهي حواء التي خلقها الله تعالى من ضلع آدم مصداقاً لقوله تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا النساء: ١ ، ولحديث رسول الله : " استوصوا بالنساء خيراً فان المرأة خلقت من ضلع وان اعوج ما في الضلع أعلاه فان ذهبت تقيمه كسرته وان تركته لميزل اعوج فاستوصوا بالنساء " (2) .
ثم مر على ذلك الخلق أحداث كثيرة ، فاسكن الله سبحانه وتعالى هذين المخلوقين آدم وحواء الجنّة ، ثم أكلا من الشجرة التي نهيا عن الأكل منها بسبب وسوسة الشيطان لعنه الله ، ثم اخرجا من الجنة ونزلاء إلى الأرض وتم التزاوج بين الاثنين ومن ثم الإنجاب ، فكانت حواء تحمل في كل بطن ذكر وأنثى فيتم تزويج ذكر البطن الأول من أنثى البطن الثاني إلى أن تكاثرت الذرية وأصبحت على ما هي عليه الأن من تعدد الأعراق والأنساب كما جاء ذلك مبسوطاً في كتب التفسير .
فما هي المراحل التي يمر فيها هذا الخلق من البداية إلى النهاية ؟ معلوم أن كل خلق قد جعل الله سبحانه وتعالى منه زوجين ذكر وأنثى على جميع المستويات ، حتى على مستوى الذرة وهي اصغر ما في الكون والتي برهن العلم الحديث أنها تتكون من زوجين ، الإلكترون والنيترون ، السالب والموجب ، الليل والنهار ، السماء والأرض ، المشرق والمغرب .. إلخ ، مصداقاً لقوله تعالى : وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَالذاريات: ٤٩ .
وعليه فان لكل خلق طرفين من الذرة وهي اصغر ما في الكون إلى السماء والأرض، فهي جميعها يجمعها شيء واحد مشترك وهو الزوجية ، والشيء الوحيد الذي لا يندرج تحت هذا الأمر هو وحدانية الله سبحانه وتعالى ، لأن الله سبحانه وتعالى هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد ، ولذلك جاء في الحديث الشريف عن رسول الله والذي رواه الإمام مسلم " إن الله وترٌ يحب الوتر " وكذلك هي أسماء الله الحسنى سبحانه وتعالى فردية لما ورد في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن رسول الله " إن لله تسعاًوتسعين اسماً مائه إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة " وزاد همام عن أبي هريرة عن النبي " انه وترٌ يحب الوتر " (3) .