أنت هنا

قراءة كتاب البيان في مراحل وعناصر خلق الإنسان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
البيان في مراحل وعناصر خلق الإنسان

البيان في مراحل وعناصر خلق الإنسان

كتاب "البيان في مراحل وعناصر خلق الإنسان"، يقول المؤلف في مقدمة كتابه:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 5
بعد مرحلة التلقيح تبدأ مرحلة الاتحاد ما بين الحيوان المنوي والبويضة لتكوين الجنين ، هذه هي المرحلة الأولى لتكوين الجنين وهي ما يسمى بالتلقيح فيصبح في رحم الأنثى بويضة ملقحه يطلق عليها في علم الأجنة ( النطفة ) تلك النطفة تمر بعدة مراحل ، هذه المراحل هي التي ورد ذكرها في القرآن الكريم بقوله تعالى :يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّىٰ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍالحج: ٥ .
 
وفي آية أخرى يقول رب العزة سبحانه وتعالى :{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ 12 ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ 13 ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظامًا فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ 14 ثُمَّإِنَّكُمْبَعْدَذلِكَلَمَيِّتُونَ 15 ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ 16} المؤمنون: ١٢ – ١٦ .
 
هذه الآيات الكريمة من القرآن العظيم تصور تصويراً رائعاً مراحل خلق الإنسان . ففي الآية الكريمة من سورة الحج بين رب العزة سبحانه وتعالى مراحل تطور الإنسان داخل الرحم ثم جاء في نهاية الآية تشبيه حال الأرض قبل وبعد هطول المطر ، فإذا نظرت إلى الأرض قبل نزول المطر عليها تراها هامدة لا نبات فيها ولا خضره كأنما هي ميتة فإذا نزل عليها الماء بأمر رب العزة سبحانه وتعالى تراها كأنما هي تهتز وترتفع وتزكو ، وهذا الوصف هو وصف حقيقي لحال الأرض لأن المطر إذا ما نزل على الأرض اخرج النبات ، وإذا ما خرج النبات من باطن الأرض شق التربة للخروج والنمو فإذا ما نمى حرك جزيئات التربة حوله ، فإذا ما كان النبات كثيراً ازدادت بخروجه حركة جزيئات التربة ، فكأنما الأرض جميعها قد اهتزت لأن النبات بعد المطر يملأ أرجاء الأرض فتزكو الأرض بأنواع النباتات المختلفة . وكذلك هي المرأه فهي أشبه ما تكون بالأرض فإذا ما استقبلت ماء الإخصاب تبدلت وتغيرت فأنبتت من ذلك الماء وأنتجت منه بأمر الله مخلوقاً جديداً ، وكما أن الأرض تنبت من كل زوج بهيج ، كذلك هي المرأة فمنهن من تنجب الأبيض ومنهن من تنجب الأسود ومنهن الأحمر والأشقر ، ومن هؤلاء يأتي العالم والمهندس والطبيب والمفكر والعابد والقائد .
 
وقد رسمت الآية الكريمة لنا كيفية إخراج الحياة من الموت لأن الأرض الهامدة تمثل صورة الموت ، بينما تمثل الأرض الخضراء صورة الحياة ويقابل هذه الصورةالمستلهمة من الآية الكريمة التي تحدثت عن الأرض وموتها وحياتها صورة أخرى للموت والحياة والتي تمثل إيجاد الحياة من الموت بالنسبة للإنسان أيضاً وتفسر كذلك آية أخرى من القرآن الكريم ألا وهي قوله تعالى : كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ البقرة: ٢٨ . فقد فسر علماء الأمة من السلف الصالح الموتة الأولى التي وردت في الآية الكريمة بأنها مرحلة الإنسان قبل تكوينه وخلقه ، وهذا تؤكده الآية الكريمة من سورة الحج والتي مثلت الأرض قبل استقبالها للمطر بالهامدة ، والأرض الهامدة هي الأرض الميتة التي لا اثر فيها للحياة ، ورغم أن هذا الموت ليس كلياً إلا انه صورة من صور الموت إذا ما قارنا بين الأرض الهامدة التي لا زرع فيها ولا نبات بالأرض الخضراء المزهرة اليانعة ، وكذلك الإنسان قبل إيجاده كان ميتاً إذا ما قورن به وقد أصبح إنسانا مكتملاً ، وذلك لأننا لو عدنا إلى اصل الإنسان قبل وجوده فهو نطفه ، هذه النطفة قبل تكونها هي عبارة عن لاشيء ( تتشكل تلك النطف في الخصية من خلايا تقع أسفل الكليتين في الظهر ، وهذه النطف عبارة عن حيوانات منوية ) (4) . هذه المرحلة بالنسبة للإنسان تمثل مرحلة الموت أو مرحلة اللاشيء ، ثم أصبح حياً بخلقه جنيناً ثم طفلاً ثم إنسانا مكتملاً ثم يموت موتةً أخرى ويعود إلى التراب إلى أن يبعث حياً عند البعث والنشور .

الصفحات