أنت هنا

قراءة كتاب اللغة العربية في مرآة الآخر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
اللغة العربية في مرآة الآخر

اللغة العربية في مرآة الآخر

استحوذت اللسانيات الغربية عامة واللسانيات الأمريكية خاصة على الدراسات اللغوية العربية، ولا سيّما بعد ظهور النظرية التوليدية التحويلية، وأصبح تطبيق المقولات النظرية المستفادة من تلك اللسانيات بمدارسها المختلفة المتعاقبة -ولا يزال- تياراً سائداً وعنواناً رئيس

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6
نحو الإجابة - دراسة مناظِرة
 
ثمّ عاودني سؤال هذا الكتاب، على فترة من الزمن، فاتّخذ منحى محدّدا خاصّا ؛ فقد تراخى على نجوم ذلك السؤال عندي قريب من ثلاثين عاما، وانفتح مشهد التواصل بين دارسي العربية من المبعوثين واللسانيين وبين المشتغلين باللسانيات في الغرب، وأعقب ذلك - لا ريب - وجوها إضافيّة من تعرُّف العربيّة والاطّلاع على منجزات علمائها·
 
ثم وقفت على مقالة حمزة المزيني في كتابه (التحيّز اللغويّ وقضايا أخرى) وعنوانها : مكانة اللغة العربية في الدراسات اللسانية المعاصرة، فوجدتها للخاطر الأول تجيب عن بعض سؤالي؛ إذْ تُبِين عن تنامي الاهتمام بدرس اللغة العربية، وتلتقي بعضَ ما ذهبت إليه وما أَخَذْت به وما أَخَذ به غيري من جدوى دراسة العربية في ضوء علم اللسان الحديث، بل تمضي إلى مطالب أُخَر تتجاوز ما أقصد إليه في هذا الكتاب على التعيين· وبيان ذلك آت، ولكنّ مقتضى الإنصاف أن أقرّر أن مقالة المزيني الضافية تنبئ عن استطلاع مستفيض، وتتميز بنفس سجاليّ محفّز ؛ إذ تستقري وجوه الاهتمام بدرس العربية من وجوه شتّى قديما وحديثا، وجوه تتناول الظاهرة اللغوية، وأخرى تتناول الأنظار اللغوية والنحوية لعلمائها الأوائل· وهي تنبئ حقّا عن حضور العربية في مشهد البحث اللساني الغربي على نحو مناظر لحضورها في مشهد البحث اللساني العربي المعاصر ؛ فقد أصبح التيار السائد في الدرس اللغوي العربي و (الغربي) قائما على قراءة إضافية للظاهرة اللغوية في العربية وأنظار علمائها في ضوء اللسانيات الحديثة·
 
ولكنّ دراسة المزيني - على غناها بالمعطيات والنماذج والبصائر - تنتظم الدراسات الأوروبية والدراسات الأمريكية، كما تنتظم ما أنجزه الدارسون من العرب والأجانب جميعا هناك·
 
وحقا أنه أَنْبَه على بعض ما تناوله لسانيون من العربية كرومان ياكبسون وزليج هاريس، وأَنْبَه على أنحاء من التوجيه المنهجي في هذه العلاقة العربية اللسانيّة·
 
وتصلح دراسة المزيني مدخلا لمراجعة مستأنيّة ترصد ما ورد فيها، وتصنّفه على أساس موضوعيّ من جهة، وأساس زمنيّ من جهة أخرى، وأساس نظريّ من جهة ثالثة ؛ ليكون ذلك دليلا للباحث اللساني العربي الذي ينشد استجلاء صورة العربية لدى الآخر، ونموذج نظريتها في مرآة الآخر و موقع إسهامها في النظرية اللسانية التي يطوّرها الآخر في جدل متعاقب في سياقه الخاص

الصفحات