أنت هنا

قراءة كتاب اللغة العربية في مرآة الآخر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
اللغة العربية في مرآة الآخر

اللغة العربية في مرآة الآخر

استحوذت اللسانيات الغربية عامة واللسانيات الأمريكية خاصة على الدراسات اللغوية العربية، ولا سيّما بعد ظهور النظرية التوليدية التحويلية، وأصبح تطبيق المقولات النظرية المستفادة من تلك اللسانيات بمدارسها المختلفة المتعاقبة -ولا يزال- تياراً سائداً وعنواناً رئيس

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8
لماذا اللسانيات الأمريكية ؟
 
وإنما أقتصر على اللسانيات الأمريكية في هذا الكتاب، انسجاما مع دواعي نشأة السؤال لديّ، وضبطاً لحدود البحث وهو ضبط تقريبي على كلّ حال، ثم إن اللسانيات الأمريكية هي التي أخذت بزمام الدرس اللساني على نحو متواتر الفعالية· وعلى الرغم من إسهام دي سوسير المشهود في تأسيس البنيوية التزامنية، وعلى الرغم من نفاذ اللسانيات الأمريكية بتناميها المطرد في بعض الأنظار اللسانية الأوروبية، وعلى الرغم من التراسل بين الفريقين وتواردهما على مناهج متقاربة في الوصفية، والوظيفية، وتحليل الخطاب إلا أنهما يظلان متمايزين ؛ إذ بقيت اللسانيات الأوربية بموروثها التاريخي والمقارن أقرب إلى المحافظة، بل يتخذ الحوار بينهما شكلا أقرب إلى السجال وإن كان المنهج مشتركا كالذي نجده لدى مارتينيه الوظيفي الفرنسي من نقد النزوع إلى الكليات قبل الشروع في مقاربة اللغـات الإنسانية الخاصة في أبعادها التواصليـة، يعني بذلك على وجه الخصوص النظريةَ المعرفية العقلية في اللسانيات الأمريكية· وحين يتناول لساني (اسكوتلندي) مُنْصِف هو مايكل كارتر منهج التحليل النحوي عند سيبويه يترجّح في تقويمه، ويرى أن لو عاش سيبويه في هذا العصر لاحتل منزلة وسطا بين دي سوسير وبلو مفيلد·
 
إن هذا التواشج والتجاذب بين الفريقين جدير بمعالجة مستقلة ولعل التمييز بينهما أدنى إلى طلب الانسجام والاتساق والتحديد المنهجي فلكلّ منهما مساره الخاص، وإن تقاطع المساران بالضرورة·

الصفحات