أنت هنا

قراءة كتاب اللغة العربية في مرآة الآخر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
اللغة العربية في مرآة الآخر

اللغة العربية في مرآة الآخر

استحوذت اللسانيات الغربية عامة واللسانيات الأمريكية خاصة على الدراسات اللغوية العربية، ولا سيّما بعد ظهور النظرية التوليدية التحويلية، وأصبح تطبيق المقولات النظرية المستفادة من تلك اللسانيات بمدارسها المختلفة المتعاقبة -ولا يزال- تياراً سائداً وعنواناً رئيس

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 9
احتراس : التقريب في النسبة
 
وحقّـا أنّ الفصل الحاسم بين اللسانيين على أساس جغرافيّ ليس ممكنا على نَحْو حاسم· وتُواجِهُ نسبةُ أحد اللسانيين إلى بلد بعينه ما تواجهه نسبةُ أَحدِ العلماء في تاريـخ الإسلام إلى بلد بعينه؛ إذ ربما ولد في بلد، وتلقى علمه في بلد آخر، وأنجز أعماله بعضها أو جلها في بلد ثالث· بل إن الرحلة في هذه الأيام قد غدت ظاهرة أوسع انتشارا وأيسر منالا على أنحاء شتّى·
 
وحقّا أن هناك لوائـح بأسماء اللسانيين تصنّفهم وفقا لبلدانهم ؛ ولكن ذلك يظل تقريبا على كل حال، فموريس هاله مثلا يُصَنّف على أنه أمريكي أما رومان ياكبسون فيصنّف على أنه روسيّ(1)·
 
ويزداد المشهد تشابكا فيما تمثله أعمال لسانية مشتركة في الموسوعات ومنشورات الجمعيات اللسانية والمؤتمرات·
 
ويظل أمر التصنيف أو الوصف (الأمريكي) هنا تقريبيا؛ بَيْدَ أن اللسانيات (وهو المصطلح العربي الغالب في مقابل Linguistics) قد أصبحت في نماذجها الحديثة المتعاقبة عَلَما على عِلْم يشبه أن يكون أمريكيا!
 
وليس من قصد هذا الكتاب كذلك أن يَعْرِض لبرامج تعليم العربية في الجامعات الأمريكية، كما أنّه ليس من قصده أن يَعْرِض لموارد العربية في المقالات التعريفية على شبكة الإنترنت ووسائلها؛ إذ إن صورة العربية أو بعض ملامحها تمثّل عروضا تعليمية تقليدية أو نتفا تعريفيّة عامّة(2)، ذلك أن السياق الذي تعرض فيه العربية، ثَمَّةَ، ليس سياقا لسانيا على النحو الذي نرسمه لهذا الكتاب·

الصفحات