أنت هنا

قراءة كتاب الحب والحرية والفردانية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحب والحرية والفردانية

الحب والحرية والفردانية

في مجمع أفلاطون الفكري يقول سقراط:
إن الرجل الذي يختبر ألغاز الحب سيصبح على تواصل مع الحقيقة نفسها وليس مع انعكاسها.وحتى تتعرف على هذه النعمة الإنسانية لن تجد مساعداً أفضل من الحب.

تقييمك:
3.5
Average: 3.5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
الفصل الأول :العشّاق
 
ليس الحب كما كنا نفهم عادة هذه الكلمة. إن الحب الذي اعتدناه هو مجرد قناع وهناك شيء آخر خلف هذا المعنى. الحب الحقيقي ظاهرة مختلفة تماماً. إن الحب الذي اعتدناه هو حاجة تُطلَب، والحب الحقيقي مشاركة. مشاركة ليس لها أي علاقة بالحاجة التي تُطلَب، مشاركة تعي فقط الفرحة في العطاء.
 
في حالة الحب الاعتيادي كثيراً ما نتظاهر، بينما الحب الحقيقي لا تظاهر فيه، إنه ببساطة كما هو. الحب الاعتيادي يتحول على الأغلب إلى نوع من الحالة المُقزِزة المَرَضية، نوع من الميوعة، وما ندعوه (حالة العشق) ما هو إلا مرضاً، شيئاً يدعو إلى الغثيان. الحب الحقيقي غذاء، إنه يقوي الروح. الحب الاعتيادي يقوم فقط بتغذية الأنا، لا يغذي ذاتك الحقيقية بل يغذي ذاتك غير الحقيقية. تذكر أن ما هو غير حقيقي يغذي غيرالحقيقي بينما الحقيقي يغذي الحقيقي دوماً.
 
كن خادماً للحب الحقيقي، خادماً للحب بشكله الخالص النقاوة. أعطِ، شارك بكل ما لديك، شارك واستمتع بالمشاركة، لا تفعل ذلك كنوع من أداء الواجب ـ عندها سوف تنتهي كل الفرحة. لا تشعر أبداً بأنك تُلزِمُ الآخرين بالحب، أبداً، ولا حتى لدقيقة واحدة، الحب ليس فيه إلزام، بل على النقيض من ذلك. عندما يستقبل أحد ما حبك، تشعر أنك ملتزم تجاهه. يشعر الحب بالامتنان إن تم تلقيه.
 
لا ينتظر الحب أية مكافآت، ولا حتى أن يُشكَرَ على ما فعل. وإن أتى الشكر من المتلقي فإن ذلك مفاجأة للحب، لكنها مفاجأة ممتعه لأنه لم يكن هناك توقعات لهذا الشكر.
 
لا يمكنك إحباط الحب الحقيقي لعدم وجود توقعات في المقام الأول. كما ليس بإمكانك إشباع الحب غير الحقيقي لأنه قائم على التوقعات، بحيث أنك مهما فعلت فستكون مقصراً تجاهه. إن التوقعات فيه كبيرة جداً بحيث لا يمكن لأحد أن ينجزها. لذلك يكون الحب غير الحقيقي مصدراً للإحباط والحب الحقيقي مصدراً للرضى والإشباع.
 
عندما أقول: "كن خادماً للحب"، فهذا لا يعني أن تصبح خادماً للإنسان الذي تحبه، أبداً. 

الصفحات